الجنة والنار عياذا بالله الواحد

حمل المصحف
9 مصاحف روابط 9 مصاحف
/ /////

الأحد، 13 مارس 2016

صفة الجنة وأهلها


صفة الجنة وأهلها-الشيخ أحمد الزومان




هذه مجموعة مقالات وخطب وكتابات في وصف الجنة ومن يدخلها من المؤمنين نسأل الله أن يجعلنا منهم آمين


قمت بجمعها من عدة مواقع وكتب متعددة :
فمن موقع الألوكة :


إنَّ الحمدَ لله نحمده ونستعينه ونستغفره، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا وسيئات أعمالنا، مَن يهده الله، فلا مُضلَّ له، ومَن يضلل الله، فلا هادي له، وأشهد أن لا إله إلا الله وحدَه لا شريك له، وأشهد أن محمدًا عبده ورسوله؛ {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلاَ تَمُوتُنَّ إِلاَّ وَأَنتُم مُّسْلِمُونَ} [آل عمران: 102].

{يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُم مِّن نَّفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالاً كَثِيرًا وَنِسَاء وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذِي تَسَاءلُونَ بِهِ وَالأَرْحَامَ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيبًا} [النساء: 1]، {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقُولُوا قَوْلًا سَدِيدًا * يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَالَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَمَن يُطِعِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزًا عَظِيمًا} [الأحزاب: 70- 71].

أمَّا بعد:
أعَدَّ اللهُ الجنَّة لعباده الصالحين، فالفوز بها يحدو أولياءَ الله على التَّشمير عن ساعد الجد، واستسهال الصِّعاب، والدَّوام على المشاقِّ، فتَتْعَب الأبدانُ في الدُّنيا؛ لترتاح في الآخرة، وتخالف النفسُ شهواتِها، وتُكْرَه على الطَّاعات؛ لتفوزَ بمحبوبها في الآخرة، فالجزاءُ من جنس العمل، ولا يظلمُ ربُّك أحدًا، فأذكر في هذا المقام بعضَ ما جاء في الجنَّة ونعيمها، جعلنا الله والوالدين والمسلمين ممن يدخلها ابتداء.

فقُدُومُ أهلِ الجنة إلى ربِّهم كما ذكر ربُّنا - عزَّ وجلَّ - بقوله: {وَسِيقَ الَّذِينَ اتَّقَوْا رَبَّهُمْ إِلَى الْجَنَّةِ زُمَرًا حَتَّى إِذَا جَاؤُوهَا وَفُتِحَتْ أَبْوَابُهَا وَقَالَ لَهُمْ خَزَنَتُهَا سَلَامٌ عَلَيْكُمْ طِبْتُمْ فَادْخُلُوهَا خَالِدِينَ} [الزمر: 73]، فالجنَّة دار الله، ودار كرامته، ومحلُّ خواصه وأوليائه، فإذا انتهوا إليها، صادفوا أبوابَها مُغلقة، فيرغبون إلى صاحبها ومالكها أن يفتحها لهم، ويستشفعون إليه بأولي العزم من رُسُله، وكُلُّهم يتأخر عن ذلك، حتَّى تقع الدلالة على خاتَمهم وسيدهم وأفضلهم، فيقول: ((أنا لها))، فيأتي إلى تحت العرش، ويَخِرُّ ساجدًا لربِّه، فيدعوه ما شاء الله أن يدعوه، ثُمَّ يأذن له في رفع رأسِه، وأن يسأله حاجته، فيُشفِّعه سبحانه في فتح أبوابها؛ تعظيمًا لأمرها، وإظهارًا لمنزلة رسوله وكرامته عليه، فهذه الدَّار هي دار ملك الملوك ورب العالمين، فإذا دخلوا الجنة، لم تغلق أبوابها عليهم؛ بل تبقى مفتحة.

كما قال تعالى: {جَنَّاتِ عَدْنٍ مُّفَتَّحَةً لَّهُمُ الْأَبْوَابُ} [ص: 50]؛ إشارةً إلى تصرُّفهم وذَهابِهم وإيابهم، وتبوُّئهم في الجنَّة حيثُ شاؤوا، ودخول الملائكة عليهم كلَّ وقت بالتُّحَفِ من ربِّهم، ودخول ما يسرُّهم عليهم كُلَّ وقت، وأيضًا هي دارُ أمن لا يحتاجون فيها إلى غلق الأبواب، كما كانوا يحتاجون إلى ذلك في الدنيا.

أمَّا أبواب الجنَّة الثمانية التي يدخل المؤمنون منها، فعلى حسب أعمالهم؛ فعن أبي هريرة - رضي الله عنه -: أنَّ رسولَ الله - صلَّى الله عليه وسلَّم - قال: ((من أنفق زوجين في سبيل الله، نودي من أبواب الجنَّة: يا عبدَالله، هذا خير، فمن كان من أهل الصلاة، دُعِيَ من باب الصلاة، ومن كان من أهل الجهاد، دعي من باب الجهاد، ومن كان من أهل الصيام، دعي من باب الرَّيَّان، ومن كان من أهل الصَّدقة، دعي من باب الصدقة))؛ فقال أبو بكر - رضي الله عنه -: بأبي أنت وأمي يا رسول الله، ما على مَن دُعِيَ من تلك الأبواب من ضرورة، فهل يُدعى أحدٌ من تلك الأبواب كُلِّها، قال: ((نعم، وأرجو أن تكون منهم))؛ رواه البخاري (1897)، ومسلم (1027).

فأين الهمة التي كهمة الصِّدِّيق التي سمت إلى تكميل مراتب الإيمان، وطمعت نفسه أن يُدعَى من تلك الأبواب كلها، فسأل رسول الله: هل يحصل ذلك لأحد من الناس؛ ليسعى في العمل الذي ينال به ذلك؟ فبشره النبي - صلَّى الله عليه وسلَّم - بأنَّه من أهله، فلله ما أعلى هذه الهمة، وأكبر هذه النَّفس!

أمَّا صفةُ دخولِ أهل الجنة الجنَّةَ، فعن أبي هريرة - رضي الله عنه - قال: قال رسول الله - صلَّى الله عليه وسلَّم -: ((إنَّ أوَّل زمرة يدخلون الجنة على صورة القمر ليلة البدر، ثُمَّ الذين يلونهم على أشدِّ كوكب دُرِّي في السَّماء إضاءةً، لا يبولون، ولا يتغوَّطون، ولا يتفلون، ولا يمتخطون، أمشاطُهم الذَّهب، ورشحهم المسك، ومَجَامِرُهم الأَلُوَّة - أي: عود الطيب - وأزواجهم الحور العين، أخلاقُهم على خُلُق رجل واحد، على صورة أبيهم آدم، ستون ذراعًا في السَّماء))؛ رواه البخاري (3327)، ومسلم (2834).

ومن صفاتهم أيضًا: قولُ النَّبي - صلَّى الله عليه وسلَّم -: ((يدخل أهلُ الجنَّة الجنة جردًا مردًا، بيضًا جعادًا، مكحلين، أبناء ثلاث وثلاثين، على خلق آدم ستون ذراعًا))؛ حديث حسن جاء من حديث أبي هريرة ومعاذ بن جبل، وجردًا مردًا؛ أي: ليس فيهم شعر في أجسادهم ولا في لحاهم.

وأهل الجنَّة في نعيم مقيم وملك كبير؛ فعن أبي هريرة - رضي الله عنه - قال: قال رسولُ الله - صلَّى الله عليه وسلَّم -: ((قال الله: أعْدَدْت لعبادي الصالحين ما لا عين رأت، ولا أذن سمعت، ولا خطر على قلبِ بَشَر، فاقرؤوا إن شئتم: {فَلَا تَعْلَمُ نَفْسٌ مَا أُخْفِيَ لَهُمْ مِنْ قُرَّةِ أَعْيُنٍ} [السجدة: 17]))؛ رواه البخاري (3244)، ومسلم (2824).

ففي الجنَّة فوق ما يخطر بالبال أو يدور في الخيال، ومن ذلك: {وَلِمَنْ خَافَ مَقَامَ رَبِّهِ جَنَّتَانِ * فَبِأَيِّ آلَاءِ رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ * ذَوَاتَا أَفْنَانٍ * فَبِأَيِّ آلَاءِ رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ * فِيهِمَا عَيْنَانِ تَجْرِيَانِ * فَبِأَيِّ آلَاءِ رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ * فِيهِمَا مِنْ كُلِّ فَاكِهَةٍ زَوْجَانِ * فَبِأَيِّ آلَاءِ رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ * مُتَّكِئِينَ عَلَى فُرُشٍ بَطَائِنُهَا مِنْ إِسْتَبْرَقٍ وَجَنَى الْجَنَّتَيْنِ دَانٍ * فَبِأَيِّ آلَاءِ رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ * فِيهِنَّ قَاصِرَاتُ الطَّرْفِ لَمْ يَطْمِثْهُنَّ إِنْسٌ قَبْلَهُمْ وَلَا جَانٌّ * فَبِأَيِّ آلَاءِ رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ * كَأَنَّهُنَّ الْيَاقُوتُ وَالْمَرْجَانُ} [الرحمن: 46-58].

وهذه الأطعمة التي يتفكَّهون بها لا يتأذون بإخراجها كحالهم في الدُّنيا؛ فعن زيد بن أرقم قال: أتى النَّبيَّ - صلَّى الله عليه وسلَّم - رجلٌ من اليهود، فقال: يا أبا القاسم، ألست تزعم أن أهل الجنة يأكلون فيها ويشربون؟ فقال رسول الله - صلَّى الله عليه وسلَّم -: ((بلى، والذي نفسي بيده، إنَّ أحدَهم ليُعطى قُوَّة مائة رجلٍ في المطعم والمشرب والشَّهوة والجماع))؛ قال: فقال له اليهودي: فإن الذي يأكل ويشرب تكون له الحاجة، قال: فقال رسولُ الله - صلَّى الله عليه وسلَّم -: ((حاجة أحدهم عرقٌ يفيضُ من جلودهم، مثل ريح المسك، فإذا البطن قد ضَمُرَ))؛ رواه أحمد (18783) بإسناد صحيح.


الخطبة الثانية
الحمدُ لله الذي لا يتعاظمه شيْءٌ أعطاه، يُجازي بالكثير على القليل، والصَّلاة والسَّلام على نبينا مُحمد الذي بيَّن لنا البين المبين.

وبعد، إخواني:
أقلُّ أهلِ الجنَّة أعظمُ من ملوك الدنيا كلهم، فما بالكم بأعظمهم منزلة؟!
فعن ابن مسعود: أنَّ رسولَ الله - صلَّى الله عليه وسلَّم - قال: "((آخر مَن يدخلُ الجنَّة رجل، فهو يمشي مرَّة ويكبو مرَّة وتسفعه النَّار مرَّة، فإذا ما جاوزها، التفت إليها، فقال: تبارك الذي نجَّاني منك، لقد أعطاني الله شيئًا ما أعطاه أحدًا من الأوَّلين والآخرين، فترفع له شجرة، فيقول: أيْ رب، أدْنِنِي من هذه الشجرة، فلأستظل بظلِّها، وأشرب من مائها، فيقول الله - عزَّ وجلَّ - يا ابن آدم، لعلي إن أعطيتكها سألتني غيرها، فيقول: لا يا رب، ويعاهده ألاَّ يسأله غيرها، وربُّه يعذره.

لأنَّه يرى ما لا صبرَ له عليه، فيُدنيه منها، فيستظلُّ بظلِّها، ويشرب من مائها، ثم ترفعُ له شجرة هي أحسن من الأولى، فيقول: أيْ رب، أدنني من هذه؛ لأشربَ من مائها، وأستظل بظلها، لا أسألك غيرها، فيقول: يا ابن آدم، ألم تعاهدني ألاَّ تسألني غيرها، فيقول: لعلي إن أدنيتك منها تسألني غيرها، فيعاهده ألاَّ يسألَه غيرها، وربُّه يعذره؛ لأنَّه يرى ما لا صبرَ له عليه، فيدنيه منها، فيستظل بظلها، ويشرب من مائها، ثم ترفع له شجرة عند باب الجنَّة هي أحسن من الأُولَيَيْن، فيقول: أيْ ربِّ، أدنني من هذه، لأستظل بظلها، وأشرب من مائها، لا أسألك غيرها، فيقول: يا ابنَ آدم، ألم تعاهدني ألاَّ تسألني غيرها، قال: بلى يا ربِّ، هذه لا أسألك غيرها، وربه يعذره.

لأنَّه يرى ما لا صَبْرَ له عليه، فيدنيه منها، فإذا أدناه منها، فيسمع أصواتَ أهلِ الجنة، فيقول: أيْ ربِّ، أدخلنيها، فيقول: يا ابن آدم، ما يصْرِينِي منك، أيُرضيك أن أعطيَك الدُّنيا ومثلها معها؟ قال: يا ربِّ، أتستهزئ منِّي وأنت ربُّ العالمين؟!))، فضَحِكَ ابنُ مسعود، فقال: ألاَ تسألوني: مِمَّ أضحك؟ فقالوا: مِمَّ تضحك؟ قال: هكذا ضَحِكَ رسولُ الله - صلَّى الله عليه وسلَّم - فقالوا: مِمَّ تضحك يا رسول الله؟ قال: ((مِن ضَحِكِ ربِّ العالمين حين قال: أتستهزئ مِنِّي وأنت ربُّ العالمين؟! فيقول: إنِّي لا أستهزئ منك، ولكني على ما أشاء قادر))؛ رواه مسلم (187).

عبادَ الله:
إذا أردنا أن نعرفَ الطَّريقَ الموصِّلَة إلى الجنَّة، فمن ذلك قولُه - تعالى -: {وَسَارِعُوا إِلَى مَغْفِرَةٍ مِنْ رَبِّكُمْ وَجَنَّةٍ عَرْضُهَا السَّمَوَاتُ وَالْأَرْضُ أُعِدَّتْ لِلْمُتَّقِينَ * الَّذِينَ يُنْفِقُونَ فِي السَّرَّاءِ وَالضَّرَّاءِ وَالْكَاظِمِينَ الْغَيْظَ وَالْعَافِينَ عَنِ النَّاسِ وَاللَّهُ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ * وَالَّذِينَ إِذَا فَعَلُوا فَاحِشَةً أَوْ ظَلَمُوا أَنْفُسَهُمْ ذَكَرُوا اللَّهَ فَاسْتَغْفَرُوا لِذُنُوبِهِمْ وَمَنْ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ إِلَّا اللَّهُ وَلَمْ يُصِرُّوا عَلَى مَا فَعَلُوا وَهُمْ يَعْلَمُونَ * أُولَئِكَ جَزَاؤُهُمْ مَغْفِرَةٌ مِنْ رَبِّهِمْ وَجَنَّاتٌ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا وَنِعْمَ أَجْرُ الْعَامِلِين} [آل عمران: 133-136].

فأخبر أنه أعد الجنَّة للمتقين دون غيرهم، ثُمَّ ذكر أوصافَ المتَّقين، فذكر بذلهم للإحسان في حالة العُسر واليُسر والشِّدَّة والرَّخاء، فإن من الناس من يبذل في حال اليُسر والرخاء، ولا يبذل في حال العسر والشدة، ثم ذكر كَفَّ أذاهم عن الناس بحبس الغيظ بالكظم، وحبس الانتقام بالعفو، ثم ذكر حالهم بينهم وبين ربهم في ذنوبهم، وأنَّها إذا صارت منهم، قابلوها بذكر الله والتَّوبة والاستغفار وترك الإصرار، فهذا حالهم مع الله، وذاك حالهم مع خلقه.

ومن الطريق الموصلة إلى الجنَّة: الصلاة، لا سيَّما الصَّلاة التي يسبقها نوم؛ فعن أبي موسى: أنَّ رسول الله - صلَّى الله عليه وسلم - قال: ((من صلَّى البردين دخل الجنَّة))؛ رواه البخاري (574)، ومسلم (635)، والبردان: الفجر والعصر.

إخواني:
يظهر الغبن الفاحش يومَ القيامة، ويتبيَّن سفه المفرِّط يوم الحَسْرة والنَّدامة، إذا حُشِرَ المتَّقون إلى الرحمن وَفْدًا، وسيق المجرمون إلى جهنم وِرْدًا، فلو توهم المتخلف عن هذه الرفقة ما أعدَّ اللهُ لهم من الإكرام، وادَّخر لهم من الفضل والإنعام، وما أخْفَى لهم من قُرَّة أعين، لم يقعْ على مثلها بَصَر، ولا سمعته أُذُن، ولا خطر على قلبِ بَشَر - لعَلِمَ أيَّ بضاعة أضاع، وأنَّه لا خيرَ له في حياته وهو معدودٌ من سقط المتاع، وعلم أنَّ القومَ قد توسَّطوا ملكًا كبيرًا لا تعتريه الآفات ولا يلحقه الزَّوال، وفازوا بالنعيم المقيم في جوار الكبير المتعال، فهم في روضات الجنَّة يتقلبون، وعلى أَسِرَّتِها يجلسون، وعلى الفُرُشِ التي بطائنها من إستبرق يتكئون، وبالحور العين يتنعَّمون، وبأنواع الثِّمار يتفكَّهون؛ {يَطُوفُ عَلَيْهِمْ وِلْدَانٌ مُخَلَّدُونَ * بِأَكْوَابٍ وَأَبَارِيقَ وَكَأْسٍ مِنْ مَعِينٍ * لَا يُصَدَّعُونَ عَنْهَا وَلَا يُنْزِفُونَ * وَفَاكِهَةٍ مِمَّا يَتَخَيَّرُونَ * وَلَحْمِ طَيْرٍ مِمَّا يَشْتَهُونَ * وَحُورٌ عِينٌ * كَأَمْثَالِ اللُّؤْلُؤِ الْمَكْنُونِ *جَزَاءً بِمَا كَانُوا يَعْمَلُونَ} [الواقعة: 17-24]، فيها ما تشتهيه الأنفس، وتلذ الأعين، وأنتم فيها خالدون.

لقد نودي على الجنَّة في الدنيا في سوق الكساد، فما قَلَّبَ ولا استامَ إلاَّ أفرادٌ من العباد، فالبدارَ البدارَ قبل حلول الأجل، وإيَّاك والتسويفَ، فقد يحال بينك وبين أمَلك، لا سيَّما ما افترضه الله عليك من فعل الواجبات وترك المحرمات، فما تقرَّب إلى الله مُتقرِّب بأحبَّ مما افترضه عليه فعلاً أو تركًا.
رابط الموضوع: http://www.alukah.net/sharia/0/5616/#ixzz42q7af5aw
-------------------------






ذكر شيء من نعيم الجنة


الحمد لله الذي جعل جنات الفردوس لعباده المؤمنين نزلاً ونوع لهم الأعمال الصالحة ليتخذوا منها إلى تلك الجنات سبلاً وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له خلق الموت والحياة ليبلوكم أيكم أحسن عملاً وأشهد أن محمداًً عبده ورسوله الذي شمر للحاق بالرفيق الأعلى والوصول إلى جنات المأوى ولم يتخذ سواها شغلاً صلى الله عليه وعلى آله وأصحابه والتابعين لهم بإحسان ما تتابع القطر والندى وسلم تسليماً.

أما بعد أيها الناس: اتقوا الله تعالى: ﴿ وَسَارِعُوا إِلَى مَغْفِرَةٍ مِنْ رَبِّكُمْ وَجَنَّةٍ عَرْضُهَا السَّمَاوَاتُ وَالأَرْضُ أُعِدَّتْ لِلْمُتَّقِينَ * الَّذِينَ يُنْفِقُونَ فِي السَّرَّاءِ وَالضَّرَّاءِ وَالْكَاظِمِينَ الْغَيْظَ وَالْعَافِينَ عَنِ النَّاسِ وَاللَّهُ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ * وَالَّذِينَ إِذَا فَعَلُوا فَاحِشَةً أَوْ ظَلَمُوا أَنْفُسَهُمْ ذَكَرُوا اللَّهَ فَاسْتَغْفَرُوا لِذُنُوبِهِمْ وَمَنْ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ إِلاَ اللَّهُ وَلَمْ يُصِرُّوا عَلَى مَا فَعَلُوا وَهُمْ يَعْلَمُونَ * أُولَئِكَ جَزَاؤُهُمْ مَغْفِرَةٌ مِنْ رَبِّهِمْ وَجَنَّاتٌ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا وَنِعْمَ أَجْرُ الْعَامِلِينَ ﴾ [آل عمران:133-136].


سارعوا إلى دار فيها ما لا عين رأت ولا أذن سمعت ولا خطر على قلب بشر مفتاحها قول لا إله إلا الله وأسنانه شرائع الإسلام فمن جاء بمفتاح له أسنان فتح له ومن جاء بمفتاح بلا أسنان أوشك أن لا يدخل أبوابها ثمانية فمن أنفق زوجين في سبيل الله دعي من أبواب الجنة يا عبد الله هذا خير فمن كان من أهل الصلاة دعي من باب الصلاة ومن كان من أهل الجهاد دعي من باب الجهاد ومن كان من أهل الصدقة دعي من باب الصدقة ومن كان من أهل الصيام دعي من باب الريان وقد يدعى الإنسان من جميع الأبواب ما بين مصراعين من مصاريعها كما بين مكة وهجر بناؤها لبنة من ذهب ولبنة من فضة ملاطها المسك وحصباؤها اللؤلؤ والياقوت وترابها الزعفران فيها غرف يرى ظاهرها من باطنها وباطنها من ظاهرها للمؤمن فيها خيمة من لؤلؤة واحدة مجوفة طولها ستون ميلاً في الجنة شجرة يسير الراكب الجواد المضمر في ظلها مئة عام لا يقطعها قال ابن عباس رضي الله عنهما في قوله تعالى ﴿ وَظِلٍّ مَمْدُودٍ ﴾ [الواقعة: 30].


قال الظل الممدود شجرة في الجنة على ساق ظلها قدر ما يسير الراكب في نواحيها مئة عام يخرج إليها أهل الجنة أهل الغرف وغيرهم فيتحدثون في ظلها غراسها سبحان الله والحمد لله ولا إله إلا الله والله أكبر جنتان فيهما من كل فاكهة زوجان وجنتان فيهما فاكهة ونخل ورمان وليست تلك الفواكه والنخل والرومان كهيئتها في الدنيا وإنما الاسم هو الاسم والمسمى غير المسمى قد ذللت قطوفها تذليلا إن قام تناولها بسهولة وإن قعد تناولها بسهولة وإن اضطجع تناولها بسهولة كلما قطع منها شيئاً خلفه آخر كلما رزقوا منها من ثمرة رزقاً قالوا هذا الذي رزقنا من قبل وأوتوا به متشابها في اللون والهيئة مختلفاً في الطعم ولهم رزقهم فيها بكرة وعشياً يدعون فيها بكل فاكهة آمنين من الموت آمنين من الهرم آمنين من المرض آمنين من كل خوف ومن كل نقص في نعيمهم أو زوال خالدين فيها ما دامت السماوات والأرض إلا ما شاء ربك عطاء غير مجذوذ فيها أنهار من ماء غير آسن أي لم يتغير ولا يتغير أبداً وأنهار من لبن لم يتغير طعمه بحموضة ولا فساد وأنهار من خمر لذة للشاربين لا يصدع الرؤوس ولا يزيل العقول وأنهار من عسل مصفى تجري هذه الأنهار من غير حفر سواق ولا إقامة أخدود يصرفونها كما يشاؤون يطوف عليهم ولدان مخلدون إذا رأيتهم حسبتهم في جمالهم وانتشارهم في خدمة أسيادهم لؤلؤاً منثوراً يطوفون عليهم بكأس من معين بيضاء لذة للشاربين بآنية من فضة وأكواب كانت قوارير قوارير من فضة قدروها تقديراً يعطى الواحد منهم قوة مئة في الطعام والشراب ليأكلوا من جميع ما طاب لهم ويشربوا من كل ما لذ لهم ويطول نعيمهم بذلك ثم يخرج طعامهم وشرابهم جشاء ورشحا من جلودهم كريح المسك فلا بول ولا غائط ولا مخاط لهم فيها أزواج مطهرة من الحيض والنفاس والبول وكل أذى وقذر هم وأزواجهم في ظلال على الأرائك متكئون لهم فيها فاكهة ولهم ما يدعون سلام قولاً من رب رحيم أنشأهن الله إنشاء فجعلهن أبكاراً كلما جامعها زوجها عادت بكراً وجعلهن عرباً أترابا والعروب هي المرأة المتوددة إلى زوجها؛ أترابا على سن واحد فيها ما تشتهيه الأنفس وتلذ الأعين وهم فيها خالدون لا يبغون عنها حولا ولا هم عنها مخرجون ينادي مناد إن لكم أن تصحوا فلا تسقموا أبداً وإن لكم أن تحيوا فلا تموتوا أبداً وإن لكم أن تشبوا فلا تهرموا أبداً وفوق ذلك كله أن الله أحل عليهم رضوانه فلا يسخط عليهم أبداً وفوق ذلك كله ما يحصل لهم من النعيم برؤية ربهم البر الرحيم الذي من عليهم حتى أوصلهم بفضله إلى دار السلام والنعيم فإنهم يرونه عيانا بأبصارهم كما قال تعالى: ﴿ وُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ نَاضِرَةٌ * إِلَى رَبِّهَا نَاظِرَةٌ ﴾ [القيامة: 22، 23].


وقال النبي - صلى الله عليه وسلم - (إنكم سترون ربكم كما ترون القمر ليلة البدر) فإن استطعتم أن لا تغلبوا على صلاة قبل طلوع الشمس وصلاة قبل غروبها فافعلوا فإن سألتم عن أهل هذه الجنات وساكني تلك الغرفات فهم الذين وصفهم الله في محكم الآيات بقوله: ﴿ قَدْ أَفْلَحَ الْمُؤْمِنُونَ * الَّذِينَ هُمْ فِي صَلاَتِهِمْ خَاشِعُونَ * وَالَّذِينَ هُمْ عَنِ اللَّغْوِ مُعْرِضُونَ * وَالَّذِينَ هُمْ لِلزَّكَاةِ فَاعِلُونَ * وَالَّذِينَ هُمْ لِفُرُوجِهِمْ حَافِظُونَ * إِلاَ عَلَى أَزْوَاجِهِمْ أوْ مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُهُمْ فَإِنَّهُمْ غَيْرُ مَلُومِينَ * فَمَنِ ابْتَغَى وَرَاءَ ذَلِكَ فَأُولَئِكَ هُمُ الْعَادُونَ * وَالَّذِينَ هُمْ لِأَمَانَاتِهِمْ وَعَهْدِهِمْ رَاعُونَ * وَالَّذِينَ هُمْ عَلَى صَلَوَاتِهِمْ يُحَافِظُونَ * أُولَئِكَ هُمُ الْوَارِثُونَ * الَّذِينَ يَرِثُونَ الْفِرْدَوْسَ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ ﴾ [المؤمنون:1-11].

اللهم إنا نسألك الجنة وما قرب إليها من قول وعمل ونعوذ بك من النار وما قرب إليها من قول وعمل اللهم تب علينا واغفر لنا وارحمنا إنك أنت التواب الغفور الرحيم.
رابط الموضوع: http://www.alukah.net/sharia/0/593/#ixzz42q7qA45S
---------------------------




الجنة


أولاً: من القرآن الكريم:
﴿ وَالَّذِينَ آَمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ أُولَئِكَ أَصْحَابُ الْجَنَّةِ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ ﴾ [البقرة:82].


﴿ كُلُّ نَفْسٍ ذَائِقَةُ الْمَوْتِ وَإِنَّمَا تُوَفَّوْنَ أُجُورَكُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ فَمَنْ زُحْزِحَ عَنِ النَّارِ وَأُدْخِلَ الْجَنَّةَ فَقَدْ فَازَ وَمَا الْحَيَاةُ الدُّنْيَا إِلَّا مَتَاعُ الْغُرُورِ ﴾ [آل عمران: 185].


﴿ وَمَنْ يَعْمَلْ مِنَ الصَّالِحَاتِ مِنْ ذَكَرٍ أَوْ أُنْثَى وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَأُولَئِكَ يَدْخُلُونَ الْجَنَّةَ وَلَا يُظْلَمُونَ نَقِيرًا ﴾ [النساء: 124].


﴿ وَالَّذِينَ آَمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ لَا نُكَلِّفُ نَفْسًا إِلاَّ وُسْعَهَا أُولَئِكَ أَصْحَابُ الْجَنَّةِ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ ﴾ [الأعراف: 42].


﴿ وَنَزَعْنَا مَا فِي صُدُورِهِمْ مِنْ غِلٍّ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهِمُ الْأَنْهَارُ وَقَالُوا الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي هَدَانَا لِهَذَا وَمَا كُنَّا لِنَهْتَدِيَ لَوْلَا أَنْ هَدَانَا اللَّهُ لَقَدْ جَاءَتْ رُسُلُ رَبِّنَا بِالْحَقِّ وَنُودُوا أَنْ تِلْكُمُ الْجَنَّةُ أُورِثْتُمُوهَا بِمَا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ ﴾ [الأعراف: 43].


﴿ أَهَؤُلَاءِ الَّذِينَ أَقْسَمْتُمْ لَا يَنَالُهُمُ اللَّهُ بِرَحْمَةٍ ادْخُلُوا الْجَنَّةَ لَا خَوْفٌ عَلَيْكُمْ وَلَا أَنْتُمْ تَحْزَنُونَ ﴾ [الأعراف: 49].


﴿ إِنَّ اللَّهَ اشْتَرَى مِنَ الْمُؤْمِنِينَ أَنْفُسَهُمْ وَأَمْوَالَهُمْ بِأَنَّ لَهُمُ الْجَنَّةَ يُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ فَيَقْتُلُونَ وَيُقْتَلُونَ وَعْدًا عَلَيْهِ حَقًّا فِي التَّوْرَاةِ وَالْإِنْجِيلِ وَالْقُرْآَنِ وَمَنْ أَوْفَى بِعَهْدِهِ مِنَ اللَّهِ فَاسْتَبْشِرُوا بِبَيْعِكُمُ الَّذِي بَايَعْتُمْ بِهِ وَذَلِكَ هُوَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ ﴾ [التوبة: 111].


﴿ لِلَّذِينَ أَحْسَنُوا الْحُسْنَى وَزِيَادَةٌ وَلَا يَرْهَقُ وُجُوهَهُمْ قَتَرٌ وَلَا ذِلَّةٌ أُولَئِكَ أَصْحَابُ الْجَنَّةِ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ ﴾ [يونس: 26].


﴿ إِنَّ الَّذِينَ آَمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ وَأَخْبَتُوا إِلَى رَبِّهِمْ أُولَئِكَ أَصْحَابُ الْجَنَّةِ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ ﴾ [هود: 23].


﴿ وَأَمَّا الَّذِينَ سُعِدُوا فَفِي الْجَنَّةِ خَالِدِينَ فِيهَا مَا دَامَتِ السَّمَوَاتُ وَالْأَرْضُ إِلَّا مَا شَاءَ رَبُّكَ عَطَاءً غَيْرَ مَجْذُوذٍ ﴾ [هود: 108].


﴿ مَثَلُ الْجَنَّةِ الَّتِي وُعِدَ الْمُتَّقُونَ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ أُكُلُهَا دَائِمٌ وَظِلُّهَا تِلْكَ عُقْبَى الَّذِينَ اتَّقَوْا ﴾[الرعد: 35].


﴿ الَّذِينَ تَتَوَفَّاهُمُ الْمَلَائِكَةُ طَيِّبِينَ يَقُولُونَ سَلَامٌ عَلَيْكُمُ ادْخُلُوا الْجَنَّةَ بِمَا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ ﴾ [النحل: 32].


﴿ مَنْ تَابَ وَآَمَنَ وَعَمِلَ صَالِحًا فَأُولَئِكَ يَدْخُلُونَ الْجَنَّةَ وَلَا يُظْلَمُونَ شَيْئًا ﴾ [مريم: 60].


﴿ تِلْكَ الْجَنَّةُ الَّتِي نُورِثُ مِنْ عِبَادِنَا مَنْ كَانَ تَقِيًّا ﴾ [مريم: 63].


﴿ أَصْحَابُ الْجَنَّةِ يَوْمَئِذٍ خَيْرٌ مُسْتَقَرًّا وَأَحْسَنُ مَقِيلًا ﴾ [الفرقان: 24].


﴿ وَأُزْلِفَتِ الْجَنَّةُ لِلْمُتَّقِينَ ﴾ [الشعراء: 90].


﴿ وَالَّذِينَ آَمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ لَنُبَوِّئَنَّهُمْ مِنَ الْجَنَّةِ غُرَفًا تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا نِعْمَ أَجْرُ الْعَامِلِينَ ﴾ [العنكبوت: 58].


﴿ إِنَّ أَصْحَابَ الْجَنَّةِ الْيَوْمَ فِي شُغُلٍ فَاكِهُونَ * هُمْ وَأَزْوَاجُهُمْ فِي ظِلَالٍ عَلَى الْأَرَائِكِ مُتَّكِئُونَ * لَهُمْ فِيهَا فَاكِهَةٌ وَلَهُمْ مَا يَدَّعُونَ ﴾ [يس: 55 - 57].


﴿ وَسِيقَ الَّذِينَ اتَّقَوْا رَبَّهُمْ إِلَى الْجَنَّةِ زُمَرًا حَتَّى إِذَا جَاءُوهَا وَفُتِحَتْ أَبْوَابُهَا وَقَالَ لَهُمْ خَزَنَتُهَا سَلَامٌ عَلَيْكُمْ طِبْتُمْ فَادْخُلُوهَا خَالِدِينَ * وَقَالُوا الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي صَدَقَنَا وَعْدَهُ وَأَوْرَثَنَا الْأَرْضَ نَتَبَوَّأُ مِنَ الْجَنَّةِ حَيْثُ نَشَاءُ فَنِعْمَ أَجْرُ الْعَامِلِينَ ﴾ [الزمر: 73 - 74].


﴿ وَمَنْ عَمِلَ صَالِحًا مِنْ ذَكَرٍ أَوْ أُنْثَى وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَأُولَئِكَ يَدْخُلُونَ الْجَنَّةَ يُرْزَقُونَ فِيهَا بِغَيْرِ حِسَابٍ ﴾ [غافر: 40].


﴿ ادْخُلُوا الْجَنَّةَ أَنْتُمْ وَأَزْوَاجُكُمْ تُحْبَرُونَ * يُطَافُ عَلَيْهِمْ بِصِحَافٍ مِنْ ذَهَبٍ وَأَكْوَابٍ وَفِيهَا مَا تَشْتَهِيهِ الْأَنْفُسُ وَتَلَذُّ الْأَعْيُنُ وَأَنْتُمْ فِيهَا خَالِدُونَ * وَتِلْكَ الْجَنَّةُ الَّتِي أُورِثْتُمُوهَا بِمَا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ * لَكُمْ فِيهَا فَاكِهَةٌ كَثِيرَةٌ مِنْهَا تَأْكُلُونَ﴾ [الزخرف: 70 -73].




﴿ إِنَّ الَّذِينَ قَالُوا رَبُّنَا اللَّهُ ثُمَّ اسْتَقَامُوا فَلَا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ * أُولَئِكَ أَصْحَابُ الْجَنَّةِ خَالِدِينَ فِيهَا جَزَاءً بِمَا كَانُوا يَعْمَلُونَ ﴾ [الأحقاف: 13 - 14].


﴿ مَثَلُ الْجَنَّةِ الَّتِي وُعِدَ الْمُتَّقُونَ فِيهَا أَنْهَارٌ مِنْ مَاءٍ غَيْرِ آَسِنٍ وَأَنْهَارٌ مِنْ لَبَنٍ لَمْ يَتَغَيَّرْ طَعْمُهُ وَأَنْهَارٌ مِنْ خَمْرٍ لَذَّةٍ لِلشَّارِبِينَ وَأَنْهَارٌ مِنْ عَسَلٍ مُصَفًّى وَلَهُمْ فِيهَا مِنْ كُلِّ الثَّمَرَاتِ وَمَغْفِرَةٌ مِنْ رَبِّهِمْ كَمَنْ هُوَ خَالِدٌ فِي النَّارِ وَسُقُوا مَاءً حَمِيمًا فَقَطَّعَ أَمْعَاءَهُمْ ﴾ [محمد: 15].


﴿ لَا يَسْتَوِي أَصْحَابُ النَّارِ وَأَصْحَابُ الْجَنَّةِ أَصْحَابُ الْجَنَّةِ هُمُ الْفَائِزُونَ ﴾ [الحشر: 20].


﴿ وَأَمَّا مَنْ خَافَ مَقَامَ رَبِّهِ وَنَهَى النَّفْسَ عَنِ الْهَوَى * فَإِنَّ الْجَنَّةَ هِيَ الْمَأْوَى﴾ [النازعات: 40 - 41].


﴿ وَبَشِّرِ الَّذِينَ آَمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ أَنَّ لَهُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ كُلَّمَا رُزِقُوا مِنْهَا مِنْ ثَمَرَةٍ رِزْقًا قَالُوا هَذَا الَّذِي رُزِقْنَا مِنْ قَبْلُ وَأُتُوا بِهِ مُتَشَابِهًا وَلَهُمْ فِيهَا أَزْوَاجٌ مُطَهَّرَةٌ وَهُمْ فِيهَا خَالِدُونَ ﴾ [البقرة: 25].


﴿ لِلَّذِينَ اتَّقَوْا عِنْدَ رَبِّهِمْ جَنَّاتٌ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا وَأَزْوَاجٌ مُطَهَّرَةٌ وَرِضْوَانٌ مِنَ اللَّهِ ﴾ [آل عمران: 15].


﴿ فَالَّذِينَ هَاجَرُوا وَأُخْرِجُوا مِنْ دِيَارِهِمْ وَأُوذُوا فِي سَبِيلِي وَقَاتَلُوا وَقُتِلُوا لَأُكَفِّرَنَّ عَنْهُمْ سَيِّئَاتِهِمْ وَلَأُدْخِلَنَّهُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ ثَوَابًا مِنْ عِنْدِ اللَّهِ وَاللَّهُ عِنْدَهُ حُسْنُ الثَّوَابِ ﴾ [آل عمران: 195].


﴿ لَكِنِ الَّذِينَ اتَّقَوْا رَبَّهُمْ لَهُمْ جَنَّاتٌ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا نُزُلًا مِنْ عِنْدِ اللَّهِ وَمَا عِنْدَ اللَّهِ خَيْرٌ لِلْأَبْرَارِ ﴾ [آل عمران: 198].


﴿ وَمَنْ يُطِعِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ يُدْخِلْهُ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا وَذَلِكَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ ﴾ [النساء: 13].


﴿ وَالَّذِينَ آَمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ سَنُدْخِلُهُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا أَبَدًا لَهُمْ فِيهَا أَزْوَاجٌ مُطَهَّرَةٌ وَنُدْخِلُهُمْ ظِلًّا ظَلِيلًا ﴾ [النساء: 57].




﴿ وَالَّذِينَ آَمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ سَنُدْخِلُهُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا أَبَدًا وَعْدَ اللَّهِ حَقًّا وَمَنْ أَصْدَقُ مِنَ اللَّهِ قِيلًا ﴾ [النساء: 122].


﴿ لَئِنْ أَقَمْتُمُ الصَّلَاةَ وَآَتَيْتُمُ الزَّكَاةَ وَآَمَنْتُمْ بِرُسُلِي وَعَزَّرْتُمُوهُمْ وَأَقْرَضْتُمُ اللَّهَ قَرْضًا حَسَنًا لَأُكَفِّرَنَّ عَنْكُمْ سَيِّئَاتِكُمْ وَلَأُدْخِلَنَّكُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ﴾ [المائدة: 12].


﴿ فَأَثَابَهُمُ اللَّهُ بِمَا قَالُوا جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا وَذَلِكَ جَزَاءُ الْمُحْسِنِينَ ﴾ [المائدة: 85].


﴿ غُرَفٌ مِنْ فَوْقِهَا غُرَفٌ مَبْنِيَّةٌ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الأَنْهَارُ ﴾ [الزمر: 20]
﴿ قَالَ اللَّهُ هَذَا يَوْمُ يَنْفَعُ الصَّادِقِينَ صِدْقُهُمْ لَهُمْ جَنَّاتٌ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا أَبَدًا رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ وَرَضُوا عَنْهُ ذَلِكَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ ﴾ [المائدة: 119].


﴿ وَهُوَ الَّذِي أَنْشَأَ جَنَّاتٍ مَعْرُوشَاتٍ وَغَيْرَ مَعْرُوشَاتٍ وَالنَّخْلَ وَالزَّرْعَ مُخْتَلِفًا أُكُلُهُ وَالزَّيْتُونَ وَالرُّمَّانَ مُتَشَابِهًا وَغَيْرَ مُتَشَابِهٍ كُلُوا مِنْ ثَمَرِهِ إِذَا أَثْمَرَ وَآَتُوا حَقَّهُ يَوْمَ حَصَادِهِ وَلَا تُسْرِفُوا إِنَّهُ لَا يُحِبُّ الْمُسْرِفِينَ ﴾ [الأنعام: 141].


﴿ لَكِنِ الرَّسُولُ وَالَّذِينَ آَمَنُوا مَعَهُ جَاهَدُوا بِأَمْوَالِهِمْ وَأَنْفُسِهِمْ وَأُولَئِكَ لَهُمُ الْخَيْرَاتُ وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ * أَعَدَّ اللَّهُ لَهُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا ذَلِكَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ ﴾ [التوبة: 88 - 89].


﴿ وَالسَّابِقُونَ الْأَوَّلُونَ مِنَ الْمُهَاجِرِينَ وَالْأَنْصَارِ وَالَّذِينَ اتَّبَعُوهُمْ بِإِحْسَانٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ وَرَضُوا عَنْهُ وَأَعَدَّ لَهُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي تَحْتَهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا أَبَدًا ذَلِكَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ ﴾ [التوبة: 100].


﴿ إِنَّ الَّذِينَ آَمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ يَهْدِيهِمْ رَبُّهُمْ بِإِيمَانِهِمْ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهِمُ الْأَنْهَارُ فِي جَنَّاتِ النَّعِيمِ ﴾ [يونس: 9].


﴿ وَالَّذِينَ صَبَرُوا ابْتِغَاءَ وَجْهِ رَبِّهِمْ وَأَقَامُوا الصَّلَاةَ وَأَنْفَقُوا مِمَّا رَزَقْنَاهُمْ سِرًّا وَعَلَانِيَةً وَيَدْرَءُونَ بِالْحَسَنَةِ السَّيِّئَةَ أُولَئِكَ لَهُمْ عُقْبَى الدَّارِ * جَنَّاتُ عَدْنٍ يَدْخُلُونَهَا وَمَنْ صَلَحَ مِنْ آَبَائِهِمْ وَأَزْوَاجِهِمْ وَذُرِّيَّاتِهِمْ وَالْمَلَائِكَةُ يَدْخُلُونَ عَلَيْهِمْ مِنْ كُلِّ بَابٍ ﴾ [الرعد: 22 - 23].


﴿ وَأُدْخِلَ الَّذِينَ آَمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا بِإِذْنِ رَبِّهِمْ تَحِيَّتُهُمْ فِيهَا سَلَامٌ ﴾ [إبراهيم: 23].


﴿ جَنَّاتُ عَدْنٍ يَدْخُلُونَهَا تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ لَهُمْ فِيهَا مَا يَشَاءُونَ كَذَلِكَ يَجْزِي اللَّهُ الْمُتَّقِينَ ﴾ [النحل: 31].


﴿ أُولَئِكَ لَهُمْ جَنَّاتُ عَدْنٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهِمُ الْأَنْهَارُ يُحَلَّوْنَ فِيهَا مِنْ أَسَاوِرَ مِنْ ذَهَبٍ وَيَلْبَسُونَ ثِيَابًا خُضْرًا مِنْ سُنْدُسٍ وَإِسْتَبْرَقٍ مُتَّكِئِينَ فِيهَا عَلَى الْأَرَائِكِ نِعْمَ الثَّوَابُ وَحَسُنَتْ مُرْتَفَقًا ﴾ [الكهف: 31].


﴿ إِنَّ الَّذِينَ آَمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ كَانَتْ لَهُمْ جَنَّاتُ الْفِرْدَوْسِ نُزُلًا * خَالِدِينَ فِيهَا لَا يَبْغُونَ عَنْهَا حِوَلًا ﴾ [الكهف: 107 - 108].


﴿ جَنَّاتِ عَدْنٍ الَّتِي وَعَدَ الرَّحْمَنُ عِبَادَهُ بِالْغَيْبِ إِنَّهُ كَانَ وَعْدُهُ مَأْتِيًّا * لَا يَسْمَعُونَ فِيهَا لَغْوًا إِلَّا سَلَامًا وَلَهُمْ رِزْقُهُمْ فِيهَا بُكْرَةً وَعَشِيًّا * تِلْكَ الْجَنَّةُ الَّتِي نُورِثُ مِنْ عِبَادِنَا مَنْ كَانَ تَقِيًّا ﴾ [مريم: 61 - 63].


﴿ وَمَنْ يَأْتِهِ مُؤْمِنًا قَدْ عَمِلَ الصَّالِحَاتِ فَأُولَئِكَ لَهُمُ الدَّرَجَاتُ الْعُلَا * جَنَّاتُ عَدْنٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا وَذَلِكَ جَزَاءُ مَنْ تَزَكَّى ﴾ [طه: 76].


﴿ إِنَّ اللَّهَ يُدْخِلُ الَّذِينَ آَمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ يُحَلَّوْنَ فِيهَا مِنْ أَسَاوِرَ مِنْ ذَهَبٍ وَلُؤْلُؤًا وَلِبَاسُهُمْ فِيهَا حَرِيرٌ ﴾ [الحج: 23].


﴿ فَالَّذِينَ آَمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ فِي جَنَّاتِ النَّعِيمِ ﴾ [الحج: 56].


﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا هَلْ أَدُلُّكُمْ عَلَى تِجَارَةٍ تُنْجِيكُمْ مِنْ عَذَابٍ أَلِيمٍ * تُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ وَتُجَاهِدُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ بِأَمْوَالِكُمْ وَأَنْفُسِكُمْ ذَلِكُمْ خَيْرٌ لَكُمْ إِنْ كُنْتُمْ تَعْلَمُونَ * يَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَيُدْخِلْكُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ وَمَسَاكِنَ طَيِّبَةً فِي جَنَّاتِ عَدْنٍ ذَلِكَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ ﴾ [الصف: 10 - 12].


﴿ يَوْمَ تَرَى الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ يَسْعَى نُورُهُمْ بَيْنَ أَيْدِيهِمْ وَبِأَيْمَانِهِمْ بُشْرَاكُمُ الْيَوْمَ جَنَّاتٌ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا ذَلِكَ هُوَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ ﴾ [الحديد: 12].


﴿ وَالسَّابِقُونَ السَّابِقُونَ * أُولَئِكَ الْمُقَرَّبُونَ * فِي جَنَّاتِ النَّعِيمِ ﴾ [الواقعة: 10 - 12].


﴿ إِنَّ الْمُتَّقِينَ فِي جَنَّاتٍ وَنَهَرٍ * فِي مَقْعَدِ صِدْقٍ عِنْدَ مَلِيكٍ مُقْتَدِرٍ ﴾ [القمر: 54 - 55].


﴿ إِنَّ الْمُتَّقِينَ فِي جَنَّاتٍ وَنَعِيمٍ * فَاكِهِينَ بِمَا آَتَاهُمْ رَبُّهُمْ وَوَقَاهُمْ رَبُّهُمْ عَذَابَ الْجَحِيمِ * كُلُوا وَاشْرَبُوا هَنِيئًا بِمَا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ * مُتَّكِئِينَ عَلَى سُرُرٍ مَصْفُوفَةٍ وَزَوَّجْنَاهُمْ بِحُورٍ عِينٍ ﴾ [الطور: 17 - 20]


﴿ إِنَّ الْمُتَّقِينَ فِي جَنَّاتٍ وَعُيُونٍ * آَخِذِينَ مَا آَتَاهُمْ رَبُّهُمْ إِنَّهُمْ كَانُوا قَبْلَ ذَلِكَ مُحْسِنِينَ ﴾ [الذاريات: 15 - 16].


﴿ وَمَنْ يُطِعِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ يُدْخِلْهُ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ ﴾ [الفتح: 17]


﴿ لِيُدْخِلَ الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا وَيُكَفِّرَ عَنْهُمْ سَيِّئَاتِهِمْ وَكَانَ ذَلِكَ عِنْدَ اللَّهِ فَوْزًا عَظِيمًا ﴾ [الفتح: 5].


﴿ إِنَّ اللَّهَ يُدْخِلُ الَّذِينَ آَمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ ﴾ [محمد: 12].


قال عز وجل - في وصف الجنة: ﴿ إِنَّ لَكَ أَلَّا تَجُوعَ فِيهَا وَلَا تَعْرَى * وَأَنَّكَ لَا تَظْمَأُ فِيهَا وَلَا تَضْحَى * فَوَسْوَسَ إِلَيْهِ الشَّيْطَانُ قَالَ يَاآدَمُ هَلْ أَدُلُّكَ عَلَى شَجَرَةِ الْخُلْدِ وَمُلْكٍ لَا يَبْلَى ﴾ [طه: 118 - 120]


﴿ إِنَّ الْمُتَّقِينَ فِي مَقَامٍ أَمِينٍ * فِي جَنَّاتٍ وَعُيُونٍ * يَلْبَسُونَ مِنْ سُنْدُسٍ وَإِسْتَبْرَقٍ مُتَقَابِلِينَ * كَذَلِكَ وَزَوَّجْنَاهُمْ بِحُورٍ عِينٍ * يَدْعُونَ فِيهَا بِكُلِّ فَاكِهَةٍ آَمِنِينَ * لَا يَذُوقُونَ فِيهَا الْمَوْتَ إِلَّا الْمَوْتَةَ الْأُولَى وَوَقَاهُمْ عَذَابَ الْجَحِيمِ *فَضْلًا مِنْ رَبِّكَ ذَلِكَ هُوَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ ﴾ [الدخان:51 - 57]


﴿ جَنَّاتِ عَدْنٍ مُفَتَّحَةً لَهُمُ الْأَبْوَابُ * مُتَّكِئِينَ فِيهَا يَدْعُونَ فِيهَا بِفَاكِهَةٍ كَثِيرَةٍ وَشَرَابٍ * وَعِنْدَهُمْ قَاصِرَاتُ الطَّرْفِ أَتْرَابٌ ﴾ [ص: 50 - 52].


﴿ إِلَّا عِبَادَ اللَّهِ الْمُخْلَصِينَ * أُولَئِكَ لَهُمْ رِزْقٌ مَعْلُومٌ * فَوَاكِهُ وَهُمْ مُكْرَمُونَ *فِي جَنَّاتِ النَّعِيمِ * عَلَى سُرُرٍ مُتَقَابِلِينَ * يُطَافُ عَلَيْهِمْ بِكَأْسٍ مِنْ مَعِينٍ *بَيْضَاءَ لَذَّةٍ لِلشَّارِبِينَ * لَا فِيهَا غَوْلٌ وَلَا هُمْ عَنْهَا يُنْزَفُونَ * وَعِنْدَهُمْ قَاصِرَاتُ الطَّرْفِ عِينٌ * كَأَنَّهُنَّ بَيْضٌ مَكْنُونٌ ﴾ [الصافات: 40 - 49].


﴿ فِيهِمَا فَاكِهَةٌ وَنَخْلٌ وَرُمَّانٌ * فَبِأَيِّ آَلَاءِ رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ * فِيهِنَّ خَيْرَاتٌ حِسَانٌ* فَبِأَيِّ آَلَاءِ رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ * حُورٌ مَقْصُورَاتٌ فِي الْخِيَامِ * فَبِأَيِّ آَلَاءِ رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ * لَمْ يَطْمِثْهُنَّ إِنْسٌ قَبْلَهُمْ وَلَا جَانٌّ * فَبِأَيِّ آَلَاءِ رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ *مُتَّكِئِينَ عَلَى رَفْرَفٍ خُضْرٍ وَعَبْقَرِيٍّ حِسَانٍ * فَبِأَيِّ آَلَاءِ رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ * تَبَارَكَ اسْمُ رَبِّكَ ذِي الْجَلَالِ وَالْإِكْرَامِ ﴾ [الرحمن: 68 - 78].
ثانيا: الحديث الشريف:



الحديث الأول:


عَبْداللَّهِ بْنِ قَيْسٍ عَنْ أَبِيهِ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: ((جَنَّاتُ الْفِرْدَوْسِ أَرْبَعٌ: ثِنْتَانِ مِنْ ذَهَبٍ حِلْيَتُهُمَا وَآنِيَتُهُمَا وَمَا فِيهِمَا، وَثِنْتَانِ مِنْ فِضَّةٍ حِلْيَتُهُمَا وَآنِيَتُهُمَا وَمَا فِيهِمَا، وَلَيْسَ بَيْنَ الْقَوْمِ وَبَيْنَ أَنْ يَنْظُرُوا إِلَى رَبِّهِمْ إِلاَّ رِدَاءُ الْكِبْرِيَاءِ عَلَى وَجْهِهِ فِي جَنَّاتِ عَدْنٍ، وَهَذِهِ الأَنْهَارُ تَشْخُبُ مِنْ جَنَّاتِ عَدْنٍ فِي جَوْبَةٍ ثُمَّ تَصْعَدُ بَعْدُ أَنْهَارًا)).
الحديث الثاني:
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((إِنَّ أَوَّلَ زُمْرَةٍ يَدْخُلُونَ الْجَنَّةَ مِنْ أُمَّتِي عَلَى صُورَةِ الْقَمَرِ لَيْلَةَ الْبَدْرِ، ثُمَّ الَّذِينَ يَلُونَهُمْ عَلَى أَحْسَنِ كَوْكَبٍ إِضَاءَةً فِي السَّمَاءِ)).
الحديث الثالث:
قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: ((يَأْكُلُ أَهْلُ الْجَنَّةِ فِيهَا وَيَشْرَبُونَ وَلا يَتَغَوَّطُونَ وَلا يَمْتَخِطُونَ وَلا يَبُولُونَ، وَلَكِنْ طَعَامُهُمْ ذَاكَ جُشَاءٌ كَرَشْحِ الْمِسْكِ، يُلْهَمُونَ التَّسْبِيحَ وَالْحَمْدَ كَمَا تُلْهَمُونَ النَّفَسَ)).
الحديث الرابع:
عن أسامة بن زيد قال: قال النبي صلى الله عليه وسلم ذات يوم لأصحابه: ((ألا هل مُشَمِّر للجنة، فإنَّ الجنَّة لا خَطَرَ لها، هي - ورب الكعبة - نور يتلألأ، وريحانة تهتز، وقصر مشيد، ونهر مطرد، وفاكهة كثيرة نضيجة، وزوجة حسناء جميلة، وحلل كثيرة في مقام أبدًا في حبرة ونضرة في دار عالية سليمة بهية)), قالوا: "نحن المُشَمِّرُون لها يا رسول الله، قال: ((قولوا: إن شاء الله)), ثم ذكر الجهاد وحضَّ عليه.
الحديث الخامس:
عَنْ أَبِي بَكْرَةَ - رَضِيَ اللهُ عَنْهُ -: أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم قَالَ: ((إِنَّ رِيحَ الْجَنَّةِ لَيُوجَد مِنْ مَسِيرَة مِائَة عَامٍ، وَمَا مِنْ عَبْدٍ يَقْتُلُ نَفْسا مُعَاهَدا، إِلاَّ حَرَّمَ اللهُ عَلَيْهِ الْجَنَّة أَنْ يَجِدَ رِيحَهَا)).
الحديث السادس:
عَنْ عُتبَة بن عَمْرو رَضِيَ اللهُ عَنْهُ قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: ((الْجَنَّة لَهَا ثَمَانِيَة أَبْوَاب، وَالنَّارُ لَهَا سَبْعَة أَبْوَاب)).


الحديث السابع:
عَنْ سَهلِ بْنِ سَعْدٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ : عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قَالَ: ((فِي الْجَنَّة ثَمَانِيَة أَبوَاب، فِيهَا بَابٌ يُسَمَّى الرَّيَّان لا يَدْخُلُهُ إِلاَّ الصَّائِمُونََ)).
الحديث الثامن:
عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: ((لِكُلِّ أَهْل عَمَل بَابٌ مِنْ أَبوَابِ الْجَنَّة يُدْعَونَ مِنهُ بِذَاكَ الْعَمَلِ، فَلأهلِ الصِّيَامِ بَابٌ يُقَالُ لَهُ: الرَّيَّان)). فَقَالَ أَبُو بَكْر: "يَا رَسُولَ اللهِ، فَهَل مِن أَحَد يُدْعَى مِن تِلكَ الأَبوَابِ كُلِّها؟" قَالَ: ((نَعَمْ، وَإِنِّي أَرْجُو أَنْ تَكُونَ مِنْهُمْ يَا أَبَا بَكْر)).
الحديث التاسع:
عَنْ قَيس بْنِ سَعدٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُمَا: عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قَالَ:((أَلا أَدُلُّكَ عَلَى بَابٍ مِن أَبوَابِ الْجَنَّة؟)). قُلتُ: "بَلَى"، قَالَ: ((لا حَوْلَ وَلا قُوَّةَ إِلاَّ بِاللهِ)).


الحديث العاشر:
عنْ عُبَادَةَ بْنِ الصَّامِتِ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهُ صلى الله عليه وسلم: ((عَلَيْكُم باِلْجِهَادِ فِي سَبِيلِ اللهِ تَبَارَكَ وَتَعَالَى فَإِنَّهُ بَابٌ مِنْ أَبْوَابِ الْجَنَّة يُذْهِبُ اللهُ بِهِ الْهَمَّ وَالْغَمَّ)).
الحديث الحادي عشر:
عَنْ مُعَاوِيَة بْنِ حَيدَة رَضِيَ اللهُ عَنْهُ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: ((مَا بَينَ مِصْرَاعَينِ مِنْ مَصَارِيع الْجَنَّة مَسِيرَةُ أَرْبَعِينَ عَامًا)).


الحديث الثاني عشر:
عَنْ عَبْدِاللهِ بْنِ سَلام رَضِيَ اللهُ عَنْهُ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: ((إِنَّ مَا بَيْنَ مِصَراعَي الْجَنَّة مِقْدَارُ أَرْبَعِينَ عَامًا، وَلَيَأْتِيَنَّ عَلَيْهِ يَوْمٌ يُزَاحَمُ عَلَيْهِ؛ كَازْدِحَامِ الإبل وردت لخمسٍ ظمأ)).


الحديث الثالث عشر:
وَعَنْهُ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: ((أَنْتُمْ مُوفونَ سَبْعِينَ أُمَّة أَنْتُمْ خَيْرها وَأَكْرَمُهَا عَلَى اللهِ عَزَّ وَجَلَّ وَمَا بَينَ مِصْرَاعَينِ مِنْ مَصَارِيع الْجَنَّة مَسِيرَةُ أَرْبَعِينَ عَامًا، وَلَيَأْتِيَنَّ عَلَيْهِ يَومٌ وَإِنَّهُ لَكَظِيظٌ)).


الحديث الرابع عشر:
عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ: عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قَالَ: ((وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ إِنَّ مَا بَيْنَ الْمِصْرَاعَيْنِ مِنْ مَصَارِيعِ الْجَنَّةِ لَكَمَا بَيْنَ مَكَّةَ وَهَجَر - أَوْ كَمَا بَيْنَ مَكَّةَ وَبُصْرَى)).
الحديث الخامس عشر:
عَنْ عَبدِاللهِ بْنِ قَيس رَضِيَ اللهُ عَنْهُ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: ((إِنَّ أَبوَابَ الْجَنَّة تَحتَ ظِلال السُّيُوف)).


الحديث السادس عشر:
عَنْ أَبِي أُمَامَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ: عَنْ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ: ((دَخَلَ رَجُلٌ الْجَنَّة فَرَأَى عَلَى بَابِهَا مَكْتوبًا: الصَّدَقَةُ بِعَشْرِ أَمْثاَلِهَا وَالْقَرْضُ بِثَمَانِيَةَ عَشَر)).


الحديث السابع عشر:
عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: ((رَأَيْتُ لَيْلَةَ أُسْرِيَ بِي عَلَى بَابِ الْجَنَّةِ مَكْتُوبًا: "الصَّدَقَةُ بِعَشْرِ أَمْثَالِهَا، وَالْقَرْضُ بِثَمَانِيَةَ عَشَرَ"، فَقُلْتُ: يَا جِبْرِيلُ مَا بَالُ الْقَرْضِ أَفْضَلُ مِنَ الصَّدَقَةِ؟ قَالَ: "لأَنَّ السَّائِلَ يَسْأَلُ وَعِنْدَهُ، وَالْمُسْتَقْرِضُ لا يَسْتَقْرِضُ إِلاَّ مِنْ حَاجَةٍ)).


الحديث الثامن عشر:
عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: ((تُفْتَحُ أَبْوَابُ الْجَنَّة كُلَّ اثْنَينِ وَخَمِيس، وَتُعْرَضُ الأَعْمَالُ فِي كُلِّ اثْنَينِ وَخَمِيس)).


الحديث التاسع عشر:
عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: ((إِذَا دَخَلَ رَمَضَان فُتِّحَت أَبْوَابُ الْجَنَّة، وَغُلِّقَت أَبْوَاب جَهَنَّم، وَسُلْسِلَت الشَّيَاطِين)).


الحديث العشرون:
عَنْ سَهلِ بْنِ سَعدٍ رضِيَ اللهُ عَنْهُ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: ((مَوْضِعُ سَوْطٍ فِي الْجَنَّةِ خَيرٌ مِنَ الدُّنْيَا وَمَا فِيهَا)).


الحديث الحادي والعشرون:
عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: ((لَقَابُ قَوسٍ أَوْ سَوطٍ فِي الْجَنَّة، خَيرٌ مِمَّا تَطْلُعُ عَلَيهِ الشَّمْسُ وَتَغْرُب)).


الحديث الثاني والعشرون:
عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: ((قَالَ اللهُ تَعَالَى: "أَعْدَدْتُ لِعِبَادِيَ الصَّالِحِينَ مَا لا عَيْنٌ رَأَتْ، وَلا أُذُنٌ سَمِعَتْ، وَلا خَطَرَ عَلَى قَلْبِ بَشَرٍ"، فَاقْرَؤُوا إِنْ شِئتُمْ: ﴿ فَلَا تَعْلَمُ نَفْسٌ مَا أُخْفِيَ لَهُمْ مِنْ قُرَّةِ أَعْيُنٍ ﴾ [السجدة: 17])).


الحديث الثالث والعشرون:
عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ: عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قَالَ: ((مَنْ يَدْخُلِ الْجَنَّةَ يَنْعَمُ لا يَبْأَسُ، لا تَبْلَى ثِيَابُهُ، وَلا يَفْنَى شَبَابُهُ)).


الحديث الرابع والعشرون:
عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: ((فِي الْجَنَّةِ مِئَةُ دَرَجَةٍ، مَا بَيْنَ كُلِّ دَرَجَتَينِ مِئَةُ عَامٍ)).


الحديث الخامس والعشرون:
عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ: ((الْجَنَّةُ مَائَةُ دَرَجَة، مَا بَيْنَ كُلّ دَرَجَتَيْنِ كَمَا بَيْنَ السَّمَاءِ وَالأَرْضِ)).


الحديث السادس والعشرون:
عَنْ عبَادَة بْنِ الصَّامِت رَضِيَ اللهُ عَنْهُ: عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قَالَ: ((الْجَنَّة مِائَة دَرَجَة مَا بَينَ كُلّ دَرَجَتَينِ مَسِيرَةُ مِائَةِ عَامٍ، وَالْفِردَوس أَعْلاهَا دَرَجَة، وَمِنهَا تفَجَّرُ الأَنْهَارُ الأَرْبَعَة، وَالْعَرشُ مِن فَوقِهَا، فَإِذَا سَأَلْتُم اللهَ فَاسأَلُوهُ الْفِردَوس الأَعْلَى)).


الحديث السابع والعشرون:
عنْ كَعْبِ بْنِ مُرَّةَ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ: ((مَنْ بَلَغَ الْعَدُوَّ بِسَهمٍ، رَفَعَ اللهُ بِهِ دَرَجَةً لَهُ)). فَقَالَ لَهُ عَبْدُالرَّحْمَن بْن النَّحَّامِ: "يَا رَسُولَ اللهِ، وَمَا الدَّرَجَة؟"، قَالَ: ((أَمَا إِنَّها لَيْسَتْ بِعَتَبَةِ أُمِّكَ! مَا بَيْنَ الدَّرَجَتَينِ مِئَةُ عَامٍ)).


الحديث الثامن والعشرون:
عنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: ((إِنَّ أَهْلَ الدَّرَجَاتِ الْعُلَى، يَرَاهُمْ مَنْ أَسْفَل مِنْهُمْ كَمَا يُرَى الْكَوْكَبُ الطَّالِعُ فِي الأُفُقِ مِنْ آفَاقِ السَّمَاءِ، وَإِنَّ أَبَا بَكْرٍ وَعُمَرَ مِنْهُمْ وَأَنْعَمَا)).


الحديث التاسع والعشرون:
عَنْ سَمُرَةَ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: ((الْفِردَوْس رَبوَة الْجَنَّةِ، وَأَعْلاهَا وَأَوْسَطُهَا، وَمِنْهَا تَفَجَّرُ أَنْهَارُ الْجَنَّةِ)).


الحديث الثلاثون:
عَنِ الْعَرْبَاضِ بْنِ سَارِيَة رَضِيَ اللهُ عَنْهُ: أَنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ: ((إِذَا سَأَلتُمُ الله تَعَالَى فَاسْألوهُ الْفِردَوسَ، فَإِنَّهُ سِرُّ الْجَنَّةِ)).


الحديث الحادي والثلاثون:
عن أنس أن النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: ((أُدْخِلْتُ الْجَنَّةَ: فَإِذَا فِيهَا جَنَابِذُ اللُّؤْلُؤِ، وَإِذَا تُرَابُهَا الْمِسْكُ)).


الحديث الثاني والثلاثون:
عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ((إِنَّ فِي الْجَنَّةِ شَجَرَةً يَسِيرُ الرَّاكِبُ فِي ظِلِّهَا مِائَةَ سَنَةٍ، اقْرَؤُوا إِنْ شِئْتُمْ قوله تعالى: ﴿ وَظِلٍّ مَمْدُودٍ ﴾ [الواقعة: 30])).


ثالثا: الشعر:




يَا حَبَّذَا الْجَنَّةُ وَاقْتِرَابُهَا

طَيِّبَةٌ وَبَارِدٌ شَرابُهَا

والرُّومُ رُومٌ قَدْ دَنَا عَذَابُهَا

كَافِرَةٌ بَعِيدَةٌ أَنْسَابُهَا

عَلَيَّ إِنْ لاقَيْتُهَا ضِرَابُهَا





ويقول ابن القيم في وصف الجنة:




يَاخَاطِبَ الْحُورِ الحِسَانِ وَطَالِبًا
لِوِصَالِهِنَّ بِجَنَّةِ الْحَيَوَانِ

لَوْ كُنْتَ تَدْرِي مَنْ خَطَبْتَ وَمَنْ طَلَبْ
تَ بَذَلْتَ مَا تَحْوِي مِنَ الأَثْمَانِ

أَوْ كُنْتَ تَعْرِفُ أَيْنَ مَسْكَنُهَا جَعَلْ
تَ السَّعْيَ مِنْكَ لَهَا عَلَى الأَجْفَانِ

أَسْرِعْ وَحُثَّ السَّيْرَ جَهْدَكَ إِنَّمَا
مَسْرَاكَ هَذَا سَاعَةٌ لِزَمَانِ

فَاعْشَقْ وَحَدِّثْ بِالْوِصَالِ النَّفْسَ وابْ
ذُلْ مَهْرَهَا مَا دُمْتَ ذَا إِمْكَانِ

وَاجْعَلْ صِيَامَكَ دُونَ لُقْيَاهَا وَيَوْ
مَ الْوَصْلِ يَوْمَ الْفِطْرِ مِنْ رَمَضَانِ

وَاجْعَلْ نُعُوتَ جَمَالِهَا الْحَادِيْ وَسِرْ
نَحْوَ الْحَبِيبِ وَلَسْتَ بِالْمُتَوَانِي

واسْمَعْ إِذَنْ أَوْصَافَهَا وَوِصَالَهَا
وَاجْعَلْ حَدِيثَكَ رَبَّةَ الإِحْسَانِ

يَا مَنْ يَطُوفُ بِكَعْبَةِ الْحُسْنِ الَّتِي
حُفَّتْ بِذَاكَ الْحِجْرِ وَالأَرْكَانِ

وَيَظَلُّ يَسْعَى دَائِمًا حَوْلَ الصَّفَا
وَمُحَسِّرٌ مَسْعَاهُ كُلَّ أَوَانِ

وَيَرُومُ قُرْبَانَ الْوِصَالِ عَلَى مِنًى
وَالْخَيْفُ يَحْجُبُهُ عَنِ الْقُرْبَانِ

فَلِذَا تَرَاهُ مُحْرِمًا أَبَدًا وَمَوْ
ضِعُ حِلِّهِ مِنْهُ فَلَيْسَ بِدَانِي

يَبْغِي التَّمَتُّعَ مُفْرِدًا عَنْ حُبِّهِ
مُتَجَرِّدًا يَبْغِي شَفِيعَ قِرَانِ

وَيَظَلُّ بِالْجَمَرَاتِ يَرْمِي قَلْبَهُ
هَذِي مَنَاسِكُهُ بِكُلِّ زَمَانِ

والنَّاسُ قَدْ قَضَّوْا مَنَاسِكَهُمْ وَقَدْ
حَثُّوا رَكَائِبَهُمْ إِلَى الأَوْطَانِ

وَحَدَتْ بِهِمْ هِمَمٌ لَهُمْ وَعَزَائِمٌ
نَحْوَ الْمَنَازِلِ رَبَّةِ الإِحْسَانِ

رُفِعَتْ لَهُمْ فِي السَّيْرِ أَعْلامُ الْوِصَا
لِ فَشَمَّرُوا يَا خَيْبَةَ الْكَسْلانِ

وَرَأَوْا عَلَى بُعْدٍ خِيَامًا مُشْرِفَا
تٍ مُشْرِقَاتِ النُّورِ والْبُرْهَانِ

فَتَيَمَّمُوا تِلْكَ الْخِيَامَ فَآنَسُوا
فِيهِنَّ أَقْمَارًا بِلا نُقْصَانِ

مِنْ قَاصِرَاتِ الطَّرْفِ لا تَبْغِي سِوَى
مَحْبُوبِهَا مِنْ سَائِرِ الشُّبَّانِ

قَصَرَتْ عَلَيْهِ طَرْفَهَا مِنْ حُسْنِهِ
وَالطَّرْفُ مِنْهُ مُطْلَقٌ بِأَمَانِ

وَيَحَارُ مِنْهُ الطَّرْفُ فِي الْحُسْنِ الَّذِي
قَدْ أُعْطِيَتْ فَالطَّرْفُ كَالْحَيْرَانِ

وَيَقُولُ لَمَّا أَنْ يُشَاهِدَ حُسْنَهَا
سُبْحَانَ مُعْطِي الْحُسْنِ وَالإِحْسَانِ

وَالطَّرْفُ يَشْرَبُ مِنْ كُؤُوسِ جَمَالِهَا
فَتَرَاهُ مِثْلَ الشَّارِبِ النَّشْوَانِ

كَمُلَتْ خَلائِقُهَا وَأُكْمِلَ حُسْنُهَا
كَالْبَدْرِ لَيْلَ السِّتِّ بَعْدَ ثَمَانِ

وَالشَّمْسُ تَجْرِي فِي مَحَاسِنِ وَجْهِهَا
وَاللَّيْلُ تَحْتَ ذَوَائِبِ الأَغْصَانِ

فَيَظَلُّ يَعْجَبُ وَهْوَ مَوْضِعُ ذَاكَ مِنْ
لَيْلٍ وَشَمْسٍ كَيْفَ يَجْتَمِعَانِ؟!

وَيَقُولُ سُبْحَانَ الَّذِي ذَا صُنْعُهُ
سُبْحَانَ مُتْقِنِ صَنْعَةِ الإِنْسَانِ

لا اللَّيْلُ يُدْرِكُ شَمْسَهَا فَتَغِيبَ عِنْ
دَ مَجِيئِهِ حَتَّى الصَّبَاحِ الثَّانِي

وَالشَّمْسُ لا تَأْتِي بِطَرْدِ اللَّيْلِ بَلْ
يَتَصَاحَبَانِ كِلاهُمَا أَخَوَانِ

وَكِلاهُمَا مِرْآةُ صَاحِبِهِ إِذَا
مَا شَاءَ يُبْصِرُ وَجْهَهُ يَرِيَانِ

فَيَرَى مَحَاسِنَ وَجْهِهِ فِي وَجْهِهَا
وَتَرَى مَحَاسِنَهَا بِهِ بِعِيَانِ

حُمْرُ الْخُدُودِ ثُغُورُهُنَّ لآلِئٌ
سُودُ الْعُيونِ فَوَاتِرُ الأَجْفَانِ

والْبَرْقُ يَبْدُو حِينَ يَبْسِمُ ثَغْرُهَا
فَيُضِيءُ سَقْفُ الْقَصْرِ بِالْجُدْرَانِ

رَيَّانَةُ الأَعْطَافِ مِنْ مَاءِ الشَّبَا
بِ فَغُصْنُهَا بِالْمَاءِ ذُو جَرَيَانِ

لَمَّا جَرَى مَاءُ النَّعِيمِ بِغُصْنِهَا
حَمَلَ الثِّمَارَ كَثِيرَةَ الأَلَوَانِ

فَالْوَرْدُ وَالتُّفَّاحُ وَالرُّمَّانُ فِي
غُصْنٍ تَعَالَى غَارِسُ الْبُسْتَانِ

والْقَدُّ مِنْهَا كَالْقَضِيبِ اللَّدْنِ فِي
حُسْنِ الْقَوَامِ كَأَوْسَطِ الْقُضْبَانِ

فِي مَغْرِسٍ كَالْعَاجِ تَحْسَبُ أَنَّهُ
عَالِي النَّقَا أَوْ وَاحِدُ الْكُثْبَانِ

لَا الظَّهْرُ يَلْحَقُهُ وَلَيْسَ ثُدِيُّهَا
بِلَوَاحِقٍ لِلْبَطْنِ أَوْ بِدَوَانِي

لَكِنَّهُنَّ كَوَاعِبٌ وَنَوَاهِدٌ
فَثُدِيُّهُنَّ كَأَحْسَنِ الرُّمَّانِ

والْجِيدُ ذُو طُولٍ وَحُسْنٍ فِي بَيَا
ضٍ وَاعْتِدَالٍ لَيْسَ ذَا نُكْرَانِ

يَشْكُو الْحُلِيُّ بِعَادَهُ فَلَهُ مَدَى الْ
أَيَّامِ وَسْوَاسٌ مِنَ الْهِجْرَانِ

والْمِعْصَمَانِ فَإِنْ تَشَأْ شَبِّهْهُمَا
بِسَبِيكَتَيْنِ عَلَيْهِمَا كَفَّانِ

كَالزُّبْدِ لِينًا فِي نُعُومَةِ مَلْمَسٍ
أَصْدَافُ دُرٍّ دُوِّرَتْ بِوِزَانِ

وَالصَّدْرُ مُتَّسِعٌ عَلَى بَطْنٍ لَهَا
وَالْخَصْرُ مِنْهَا مُغْرمٌ بِثَمَانِ

وَعَلَيْهِ أَحْسَنُ سُرَّةٍ هِيَ زِينَةٌ
لِلْبَطْنِ قَدْ غَارَتْ مِنَ الأَعْكَانِ

حُقٌّ مِنَ الْعَاجِ اسْتَدَارَ وَحَشْوُهُ
حَبَّاتُ مِسْكٍ جَلَّ ذُو الإِتْقَانِ

وَإِذَا نَزَلْتَ رَأَيْتَ أَمْرًا هَائِلاً
مَا لِلصِّفَاتِ عَلَيْهِ مِنْ سُلْطَانِ

لا الْحَيْضُ يَغْشَاهُ وَلا بَوْلٌ وَلا
شَيءٌ مِنَ الآفَاتِ فِي النِّسْوَانِ

فَخِذَانِ قَدْ حَفَّا بِهِ حَرَسًا لَهُ
فَجَنَابُهُ فِي عِزَّةٍ وَصِيَانِ

قَامَا بِخِدْمَتِهِ هُوَ السُّلْطَانُ بَيْ
نَهُمَا وحَقٌّ طَاعَةُ السُّلْطَانِ

وَهُوَ الْمُطَاعُ إِذَا هُوَ اسْتَدْعَى الْحَبِي
بَ أَتَاهُ طَوْعًا وَهْوَ غَيْرُ جَبَانِ

وَجِمَاعُهَا فَهُوَ الشِّفَاءُ لِصَبِّهَا
فَالصَّبُّ مِنْهُ لَيْسَ بِالضَّجْرَانِ

وَإِذَا أَتَاهَا عَادَتِ الْحَسْنَاءُ بِكْ
رًا مِثْلَ مَا كَانَتْ مَدَى الأَزْمَانِ

وَهُوَ الشَّهِيُّ أَلَذُّ شَيْءٍ هَكَذَا
قَالَ الرَّسُولُ لِمَنْ لَهُ أُذُنَانِ

يَا رَبِّ غَفْرًا قَدْ طَغَتْ أَقْلامُنَا
يَا رَبِّ مَعْذِرَةً مِنَ الطُّغْيَانِ

أَقْدَامُهَا مِنْ فِضَّةٍ قَدْ رُكِّبَتْ
مِنْ فَوْقِهَا سَاقَانُ مُلْتَفَّانِ

وَالسَّاقُ مِثْلُ العَاجِ مَلْمُومٌ بِهِ
مُخُّ الْعِظَامِ تَنَالُهُ الْعَيْنَانِ

والرِّيحُ مِسْكٌ والْجُسُومُ نَوَاعِمٌ
والْلَّوْنُ كَالْيَاقُوتِ وَالْمَرْجَانِ

وَكَلامُهَا يَسْبِي الْعُقُولَ بِنَغْمَةٍ
زَادَتْ عَلَى الأَوْتَارِ وَالْعِيدَانِ

وَهِيَ الْعَرُوبُ بِشَكْلِهَا وَبِدَلِّهَا
وَتَحَبَُبٍ لِلزَّوْجِ كُلَّ أَوَانِ

فَاجْمَعْ قُوَاكَ لِمَا هُنَاكَ وَغُضَّ مِنْ
كَ الطَّرْفَ وَاصْبِرْ سَاعَةً لِزَمَانِ

مَا هَاهُنَا وَاللهِ مَا يَسْوَى قُلا
مَةَ ظُفْرِ وَاحِدَةٍ مِنَ النِّسْوَانِ

وَنَصِيفُهَا خَيْرٌ مِنَ الدُّنْيَا وَمَا
فِيهَا إِذَا كَانَتْ مِنَ الأَثْمَانِ

لَا تُؤْثِرِ الأَدْنَى عَلَى الأَعْلَى فَإِنْ
تَفْعَلْ رَجَعْتَ بِذِلَّةٍ وَهَوَانِ

وَإِذَا بَدَتْ فِي حُلَّةٍ مِنْ لُبْسِهَا
وَتَمَايَلَتْ كَتَمَايُلِ النَّشْوَانِ

تَهْتَزُّ كَالْغُصْنِ الرَّطِيبِ وَحَمْلُهُ
وَرْدٌ وَتُفَّاحٌ عَلَى رُمَّانِ

وَتَبَخْتَرَتْ فِي مَشْيِهَا وَيَحِقُّ ذَا
كَ لِمِثْلِهَا فِي جَنَّةِ الرِّضْوَانِ

وَوَصَائِفٌ مِنْ خَلْفِهَا وَأَمَامِهَا
وَعَلَى شَمَائِلِهَا وَعَنْ أَيْمَانِ

كَالْبَدْرِ لَيْلَةَ تَمِّهِ قَدْ حُفَّ فِي
غَسَقِ الدُّجَى بِكَوَاكِبِ الْمِيزَانِ

فَلِسَانُهُ وَفُؤَادُهُ وَالطَّرْفُ فِي
دَهَشٍ وَإِعْجَابٍ وَفِي سَبَحَانِ

تَسْتَنْطِقُ الأَفْوَاهَ بِالتَّسْبِيحِ إِذْ
تَبْدُو فَسُبْحَانَ الْعَظِيمِ الشَّانِ

وَالْقَلْبُ قَبْلَ زِفَافِهَا فِي عُرْسِهِ
وَالْعُرْسُ إِثْرَ الْعُرْسِ مُتَّصِلانِ

حَتَّى إِذَا مَا وَاجَهَتْهُ تَقَابَلا
أَرَأَيْتَ إِذْ يَتَقَابَلُ الْقَمَرَانِ

فَسَلِ الْمُتَيَّمَ هَلْ يَحِلُّ الصَّبْرُ عَنْ
ضَمٍّ وَتَقْبِيلٍ وَعَنْ فَلَتَانِ

وَسَلِ الْمُتَيَّمَ أَيْنَ خَلَّفَ صَبْرَهُ
فِي أَيِّ وَادٍ أَمْ بِأَيِّ مَكَانِ؟

وَسَلِ الْمُتَيَّمَ كَيْفَ حَالَتُهُ وَقَدْ
مُلِئَتْ لَهُ الأُذُنَانِ وَالْعَيْنَانِ؟

مِنْ مَنْطِقٍ رَقَّتْ حَوَاشِيهِ وَوَجْ
هٍ كَمْ بِهِ لِلشَّمْسِ مِنْ جَرَيَانِ

وَسَلِ الْمُتَيَّمَ كَيْفَ عِيشَتُهُ إِذًا
وَهُمَا عَلَى فَرْشَيْهِمَا خِلْوَانِ؟

يَتَسَاقَطَانِ لآلِئًا مَنْثُورَةً
مِنْ بَيْنِ مَنْظُومٍ كَنَظْمِ جُمَانِ

وَسَلِ الْمُتَيَّمَ كَيْفَ مَجْلِسُهُ مَعَ الْ
مَحْبُوبِ فِي رَوْحٍ وَفِي رَيْحَانِ

وَتَدُورُ كَاسَاتُ الرَّحِيقِ عَلَيْهِمَا
بِأَكُفِّ أَقْمَارٍ مِنَ الْوِلْدَانِ

يَتَنَازَعَانِ الْكَأْسَ هَذَا مَرَّةً
والْخَوْدُ أُخْرَى ثُمَّ يَتَّكِئَانِ

فَيَضُمُّهَا وَتَضُمُّهُ أَرَأَيْتَ مَعْ
شَوْقَيْنِ بَعْدَ الْبُعْدِ يَلْتَقِيَانِ

غَابَ الرَّقِيبُ وَغَابَ كُلُّ مُنَكِّدٍ
وَهُمَا بِثَوْبِ الْوَصْلِ مُشْتَمِلانِ

أَتُرَاهُمَا ضَجِرَيْنِ مِنْ ذَا الْعَيْشِ؟ لا
وَحَيَاةِ رَبِّكَ مَا هُمَا ضَجِرَانِ

يَا عَاشِقًا هَانَتْ عَلَيْهِ نَفْسُهُ
إِذْ بَاعَهَا غَبْنًا بِكُلِّ هَوَانِ

أَتُرَى يَلِيقُ بِعَاقِلٍ بَيْعُ الَّذِي
يَبْقَى وَهَذَا وَصْفُهُ بِالْفَانِي؟




وقال آخر:




لا تَأْسَفَنَّ عَلَى الدُّنْيَا وَمَا فِيهَا
فَالْمَوْتُ لا شَكَّ يُفْنِينَا وَيُفْنِيهَا

وَاعْمَلْ لِدَارِ الْبَقَا رِضْوَانُ خَازِنُهَا
وَالْجَارُ أَحْمَدُ وَالْجَبَّارُ بَانِيهَا

قُصُورُهَا ذَهَبٌ وَالْمِسْكُ طِينَتُهَا
وَالزَّعْفَرَانُ حَشِيشٌ نَابِتٌ فِيهَا

مَنْ يَشْتَرِي الدَّارَ فِي الْفِرْدَوْسِ يَعْمُرُهَا
بِرَكْعَةٍ فِي ظَلامِ اللَّيْلِ يُحْيِيهَا





رابط الموضوع: http://www.alukah.net/sharia/0/1431/#ixzz42q84f4XK

-------------------------------

صفة الجنة وأهلها


الشيخ أحمد الزومان





إنَّ الحمدَ لله نحمده ونستعينه ونستغفره، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا وسيئات أعمالنا، مَن يهده الله، فلا مُضلَّ له، ومَن يضلل الله، فلا هادي له، وأشهد أن لا إله إلا الله وحدَه لا شريك له، وأشهد أن محمدًا عبده ورسوله؛ {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلاَ تَمُوتُنَّ إِلاَّ وَأَنتُم مُّسْلِمُونَ} [آل عمران: 102].

{يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُم مِّن نَّفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالاً كَثِيرًا وَنِسَاء وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذِي تَسَاءلُونَ بِهِ وَالأَرْحَامَ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيبًا} [النساء: 1]، {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقُولُوا قَوْلًا سَدِيدًا * يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَالَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَمَن يُطِعِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزًا عَظِيمًا} [الأحزاب: 70- 71].

أمَّا بعد:
أعَدَّ اللهُ الجنَّة لعباده الصالحين، فالفوز بها يحدو أولياءَ الله على التَّشمير عن ساعد الجد، واستسهال الصِّعاب، والدَّوام على المشاقِّ، فتَتْعَب الأبدانُ في الدُّنيا؛ لترتاح في الآخرة، وتخالف النفسُ شهواتِها، وتُكْرَه على الطَّاعات؛ لتفوزَ بمحبوبها في الآخرة، فالجزاءُ من جنس العمل، ولا يظلمُ ربُّك أحدًا، فأذكر في هذا المقام بعضَ ما جاء في الجنَّة ونعيمها، جعلنا الله والوالدين والمسلمين ممن يدخلها ابتداء.

فقُدُومُ أهلِ الجنة إلى ربِّهم كما ذكر ربُّنا - عزَّ وجلَّ - بقوله: {وَسِيقَ الَّذِينَ اتَّقَوْا رَبَّهُمْ إِلَى الْجَنَّةِ زُمَرًا حَتَّى إِذَا جَاؤُوهَا وَفُتِحَتْ أَبْوَابُهَا وَقَالَ لَهُمْ خَزَنَتُهَا سَلَامٌ عَلَيْكُمْ طِبْتُمْ فَادْخُلُوهَا خَالِدِينَ} [الزمر: 73]، فالجنَّة دار الله، ودار كرامته، ومحلُّ خواصه وأوليائه، فإذا انتهوا إليها، صادفوا أبوابَها مُغلقة، فيرغبون إلى صاحبها ومالكها أن يفتحها لهم، ويستشفعون إليه بأولي العزم من رُسُله، وكُلُّهم يتأخر عن ذلك، حتَّى تقع الدلالة على خاتَمهم وسيدهم وأفضلهم، فيقول: ((أنا لها))، فيأتي إلى تحت العرش، ويَخِرُّ ساجدًا لربِّه، فيدعوه ما شاء الله أن يدعوه، ثُمَّ يأذن له في رفع رأسِه، وأن يسأله حاجته، فيُشفِّعه سبحانه في فتح أبوابها؛ تعظيمًا لأمرها، وإظهارًا لمنزلة رسوله وكرامته عليه، فهذه الدَّار هي دار ملك الملوك ورب العالمين، فإذا دخلوا الجنة، لم تغلق أبوابها عليهم؛ بل تبقى مفتحة.

كما قال تعالى: {جَنَّاتِ عَدْنٍ مُّفَتَّحَةً لَّهُمُ الْأَبْوَابُ} [ص: 50]؛ إشارةً إلى تصرُّفهم وذَهابِهم وإيابهم، وتبوُّئهم في الجنَّة حيثُ شاؤوا، ودخول الملائكة عليهم كلَّ وقت بالتُّحَفِ من ربِّهم، ودخول ما يسرُّهم عليهم كُلَّ وقت، وأيضًا هي دارُ أمن لا يحتاجون فيها إلى غلق الأبواب، كما كانوا يحتاجون إلى ذلك في الدنيا.

أمَّا أبواب الجنَّة الثمانية التي يدخل المؤمنون منها، فعلى حسب أعمالهم؛ فعن أبي هريرة - رضي الله عنه -: أنَّ رسولَ الله - صلَّى الله عليه وسلَّم - قال: ((من أنفق زوجين في سبيل الله، نودي من أبواب الجنَّة: يا عبدَالله، هذا خير، فمن كان من أهل الصلاة، دُعِيَ من باب الصلاة، ومن كان من أهل الجهاد، دعي من باب الجهاد، ومن كان من أهل الصيام، دعي من باب الرَّيَّان، ومن كان من أهل الصَّدقة، دعي من باب الصدقة))؛ فقال أبو بكر - رضي الله عنه -: بأبي أنت وأمي يا رسول الله، ما على مَن دُعِيَ من تلك الأبواب من ضرورة، فهل يُدعى أحدٌ من تلك الأبواب كُلِّها، قال: ((نعم، وأرجو أن تكون منهم))؛ رواه البخاري (1897)، ومسلم (1027).

فأين الهمة التي كهمة الصِّدِّيق التي سمت إلى تكميل مراتب الإيمان، وطمعت نفسه أن يُدعَى من تلك الأبواب كلها، فسأل رسول الله: هل يحصل ذلك لأحد من الناس؛ ليسعى في العمل الذي ينال به ذلك؟ فبشره النبي - صلَّى الله عليه وسلَّم - بأنَّه من أهله، فلله ما أعلى هذه الهمة، وأكبر هذه النَّفس!

أمَّا صفةُ دخولِ أهل الجنة الجنَّةَ، فعن أبي هريرة - رضي الله عنه - قال: قال رسول الله - صلَّى الله عليه وسلَّم -: ((إنَّ أوَّل زمرة يدخلون الجنة على صورة القمر ليلة البدر، ثُمَّ الذين يلونهم على أشدِّ كوكب دُرِّي في السَّماء إضاءةً، لا يبولون، ولا يتغوَّطون، ولا يتفلون، ولا يمتخطون، أمشاطُهم الذَّهب، ورشحهم المسك، ومَجَامِرُهم الأَلُوَّة - أي: عود الطيب - وأزواجهم الحور العين، أخلاقُهم على خُلُق رجل واحد، على صورة أبيهم آدم، ستون ذراعًا في السَّماء))؛ رواه البخاري (3327)، ومسلم (2834).

ومن صفاتهم أيضًا: قولُ النَّبي - صلَّى الله عليه وسلَّم -: ((يدخل أهلُ الجنَّة الجنة جردًا مردًا، بيضًا جعادًا، مكحلين، أبناء ثلاث وثلاثين، على خلق آدم ستون ذراعًا))؛ حديث حسن جاء من حديث أبي هريرة ومعاذ بن جبل، وجردًا مردًا؛ أي: ليس فيهم شعر في أجسادهم ولا في لحاهم.

وأهل الجنَّة في نعيم مقيم وملك كبير؛ فعن أبي هريرة - رضي الله عنه - قال: قال رسولُ الله - صلَّى الله عليه وسلَّم -: ((قال الله: أعْدَدْت لعبادي الصالحين ما لا عين رأت، ولا أذن سمعت، ولا خطر على قلبِ بَشَر، فاقرؤوا إن شئتم: {فَلَا تَعْلَمُ نَفْسٌ مَا أُخْفِيَ لَهُمْ مِنْ قُرَّةِ أَعْيُنٍ} [السجدة: 17]))؛ رواه البخاري (3244)، ومسلم (2824).

ففي الجنَّة فوق ما يخطر بالبال أو يدور في الخيال، ومن ذلك: {وَلِمَنْ خَافَ مَقَامَ رَبِّهِ جَنَّتَانِ * فَبِأَيِّ آلَاءِ رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ * ذَوَاتَا أَفْنَانٍ * فَبِأَيِّ آلَاءِ رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ * فِيهِمَا عَيْنَانِ تَجْرِيَانِ * فَبِأَيِّ آلَاءِ رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ * فِيهِمَا مِنْ كُلِّ فَاكِهَةٍ زَوْجَانِ * فَبِأَيِّ آلَاءِ رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ * مُتَّكِئِينَ عَلَى فُرُشٍ بَطَائِنُهَا مِنْ إِسْتَبْرَقٍ وَجَنَى الْجَنَّتَيْنِ دَانٍ * فَبِأَيِّ آلَاءِ رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ * فِيهِنَّ قَاصِرَاتُ الطَّرْفِ لَمْ يَطْمِثْهُنَّ إِنْسٌ قَبْلَهُمْ وَلَا جَانٌّ * فَبِأَيِّ آلَاءِ رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ * كَأَنَّهُنَّ الْيَاقُوتُ وَالْمَرْجَانُ} [الرحمن: 46-58].

وهذه الأطعمة التي يتفكَّهون بها لا يتأذون بإخراجها كحالهم في الدُّنيا؛ فعن زيد بن أرقم قال: أتى النَّبيَّ - صلَّى الله عليه وسلَّم - رجلٌ من اليهود، فقال: يا أبا القاسم، ألست تزعم أن أهل الجنة يأكلون فيها ويشربون؟ فقال رسول الله - صلَّى الله عليه وسلَّم -: ((بلى، والذي نفسي بيده، إنَّ أحدَهم ليُعطى قُوَّة مائة رجلٍ في المطعم والمشرب والشَّهوة والجماع))؛ قال: فقال له اليهودي: فإن الذي يأكل ويشرب تكون له الحاجة، قال: فقال رسولُ الله - صلَّى الله عليه وسلَّم -: ((حاجة أحدهم عرقٌ يفيضُ من جلودهم، مثل ريح المسك، فإذا البطن قد ضَمُرَ))؛ رواه أحمد (18783) بإسناد صحيح.

الخطبة الثانية
الحمدُ لله الذي لا يتعاظمه شيْءٌ أعطاه، يُجازي بالكثير على القليل، والصَّلاة والسَّلام على نبينا مُحمد الذي بيَّن لنا البين المبين.

وبعد، إخواني:
أقلُّ أهلِ الجنَّة أعظمُ من ملوك الدنيا كلهم، فما بالكم بأعظمهم منزلة؟!
فعن ابن مسعود: أنَّ رسولَ الله - صلَّى الله عليه وسلَّم - قال: "((آخر مَن يدخلُ الجنَّة رجل، فهو يمشي مرَّة ويكبو مرَّة وتسفعه النَّار مرَّة، فإذا ما جاوزها، التفت إليها، فقال: تبارك الذي نجَّاني منك، لقد أعطاني الله شيئًا ما أعطاه أحدًا من الأوَّلين والآخرين، فترفع له شجرة، فيقول: أيْ رب، أدْنِنِي من هذه الشجرة، فلأستظل بظلِّها، وأشرب من مائها، فيقول الله - عزَّ وجلَّ - يا ابن آدم، لعلي إن أعطيتكها سألتني غيرها، فيقول: لا يا رب، ويعاهده ألاَّ يسأله غيرها، وربُّه يعذره.

لأنَّه يرى ما لا صبرَ له عليه، فيُدنيه منها، فيستظلُّ بظلِّها، ويشرب من مائها، ثم ترفعُ له شجرة هي أحسن من الأولى، فيقول: أيْ رب، أدنني من هذه؛ لأشربَ من مائها، وأستظل بظلها، لا أسألك غيرها، فيقول: يا ابن آدم، ألم تعاهدني ألاَّ تسألني غيرها، فيقول: لعلي إن أدنيتك منها تسألني غيرها، فيعاهده ألاَّ يسألَه غيرها، وربُّه يعذره؛ لأنَّه يرى ما لا صبرَ له عليه، فيدنيه منها، فيستظل بظلها، ويشرب من مائها، ثم ترفع له شجرة عند باب الجنَّة هي أحسن من الأُولَيَيْن، فيقول: أيْ ربِّ، أدنني من هذه، لأستظل بظلها، وأشرب من مائها، لا أسألك غيرها، فيقول: يا ابنَ آدم، ألم تعاهدني ألاَّ تسألني غيرها، قال: بلى يا ربِّ، هذه لا أسألك غيرها، وربه يعذره.

لأنَّه يرى ما لا صَبْرَ له عليه، فيدنيه منها، فإذا أدناه منها، فيسمع أصواتَ أهلِ الجنة، فيقول: أيْ ربِّ، أدخلنيها، فيقول: يا ابن آدم، ما يصْرِينِي منك، أيُرضيك أن أعطيَك الدُّنيا ومثلها معها؟ قال: يا ربِّ، أتستهزئ منِّي وأنت ربُّ العالمين؟!))، فضَحِكَ ابنُ مسعود، فقال: ألاَ تسألوني: مِمَّ أضحك؟ فقالوا: مِمَّ تضحك؟ قال: هكذا ضَحِكَ رسولُ الله - صلَّى الله عليه وسلَّم - فقالوا: مِمَّ تضحك يا رسول الله؟ قال: ((مِن ضَحِكِ ربِّ العالمين حين قال: أتستهزئ مِنِّي وأنت ربُّ العالمين؟! فيقول: إنِّي لا أستهزئ منك، ولكني على ما أشاء قادر))؛ رواه مسلم (187).

عبادَ الله:
إذا أردنا أن نعرفَ الطَّريقَ الموصِّلَة إلى الجنَّة، فمن ذلك قولُه - تعالى -: {وَسَارِعُوا إِلَى مَغْفِرَةٍ مِنْ رَبِّكُمْ وَجَنَّةٍ عَرْضُهَا السَّمَوَاتُ وَالْأَرْضُ أُعِدَّتْ لِلْمُتَّقِينَ * الَّذِينَ يُنْفِقُونَ فِي السَّرَّاءِ وَالضَّرَّاءِ وَالْكَاظِمِينَ الْغَيْظَ وَالْعَافِينَ عَنِ النَّاسِ وَاللَّهُ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ * وَالَّذِينَ إِذَا فَعَلُوا فَاحِشَةً أَوْ ظَلَمُوا أَنْفُسَهُمْ ذَكَرُوا اللَّهَ فَاسْتَغْفَرُوا لِذُنُوبِهِمْ وَمَنْ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ إِلَّا اللَّهُ وَلَمْ يُصِرُّوا عَلَى مَا فَعَلُوا وَهُمْ يَعْلَمُونَ * أُولَئِكَ جَزَاؤُهُمْ مَغْفِرَةٌ مِنْ رَبِّهِمْ وَجَنَّاتٌ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا وَنِعْمَ أَجْرُ الْعَامِلِين} [آل عمران: 133-136].

فأخبر أنه أعد الجنَّة للمتقين دون غيرهم، ثُمَّ ذكر أوصافَ المتَّقين، فذكر بذلهم للإحسان في حالة العُسر واليُسر والشِّدَّة والرَّخاء، فإن من الناس من يبذل في حال اليُسر والرخاء، ولا يبذل في حال العسر والشدة، ثم ذكر كَفَّ أذاهم عن الناس بحبس الغيظ بالكظم، وحبس الانتقام بالعفو، ثم ذكر حالهم بينهم وبين ربهم في ذنوبهم، وأنَّها إذا صارت منهم، قابلوها بذكر الله والتَّوبة والاستغفار وترك الإصرار، فهذا حالهم مع الله، وذاك حالهم مع خلقه.

ومن الطريق الموصلة إلى الجنَّة: الصلاة، لا سيَّما الصَّلاة التي يسبقها نوم؛ فعن أبي موسى: أنَّ رسول الله - صلَّى الله عليه وسلم - قال: ((من صلَّى البردين دخل الجنَّة))؛ رواه البخاري (574)، ومسلم (635)، والبردان: الفجر والعصر.

إخواني:
يظهر الغبن الفاحش يومَ القيامة، ويتبيَّن سفه المفرِّط يوم الحَسْرة والنَّدامة، إذا حُشِرَ المتَّقون إلى الرحمن وَفْدًا، وسيق المجرمون إلى جهنم وِرْدًا، فلو توهم المتخلف عن هذه الرفقة ما أعدَّ اللهُ لهم من الإكرام، وادَّخر لهم من الفضل والإنعام، وما أخْفَى لهم من قُرَّة أعين، لم يقعْ على مثلها بَصَر، ولا سمعته أُذُن، ولا خطر على قلبِ بَشَر - لعَلِمَ أيَّ بضاعة أضاع، وأنَّه لا خيرَ له في حياته وهو معدودٌ من سقط المتاع، وعلم أنَّ القومَ قد توسَّطوا ملكًا كبيرًا لا تعتريه الآفات ولا يلحقه الزَّوال، وفازوا بالنعيم المقيم في جوار الكبير المتعال، فهم في روضات الجنَّة يتقلبون، وعلى أَسِرَّتِها يجلسون، وعلى الفُرُشِ التي بطائنها من إستبرق يتكئون، وبالحور العين يتنعَّمون، وبأنواع الثِّمار يتفكَّهون؛ {يَطُوفُ عَلَيْهِمْ وِلْدَانٌ مُخَلَّدُونَ * بِأَكْوَابٍ وَأَبَارِيقَ وَكَأْسٍ مِنْ مَعِينٍ * لَا يُصَدَّعُونَ عَنْهَا وَلَا يُنْزِفُونَ * وَفَاكِهَةٍ مِمَّا يَتَخَيَّرُونَ * وَلَحْمِ طَيْرٍ مِمَّا يَشْتَهُونَ * وَحُورٌ عِينٌ * كَأَمْثَالِ اللُّؤْلُؤِ الْمَكْنُونِ *جَزَاءً بِمَا كَانُوا يَعْمَلُونَ} [الواقعة: 17-24]، فيها ما تشتهيه الأنفس، وتلذ الأعين، وأنتم فيها خالدون.

لقد نودي على الجنَّة في الدنيا في سوق الكساد، فما قَلَّبَ ولا استامَ إلاَّ أفرادٌ من العباد، فالبدارَ البدارَ قبل حلول الأجل، وإيَّاك والتسويفَ، فقد يحال بينك وبين أمَلك، لا سيَّما ما افترضه الله عليك من فعل الواجبات وترك المحرمات، فما تقرَّب إلى الله مُتقرِّب بأحبَّ مما افترضه عليه فعلاً أو تركًا. 
------------------------
روابط صفة الجنة ونعيم أهلها نسأل الله أن نكون وذراياتنا منهم
صفة أهل آخر الزمان
ذكر طرق حديث بعثت أنا والساعة كهاتين
حديث في تقريب يوم القيامة بالنسبة إلى ما سلف من الأزمنة
ذكر دنو الساعة واقترابهاذكر زوال الدنيا وإقبال الآخرة
حديث الصور بطوله
النفخ في الصور
ذكر أمر هذه النار وحشرها الناس إلى أرض الشامنفخة الصعق
فصل الله يقبض يوم القيامة الأرضين وتكون السماوات بيمينه
ست آيات قبل يوم القيامة
نفخة البعث
ذكر أحاديث في البعث
حديث أبي رزين في البعث والنشور
ذكر أسماء يوم القيامة
ذكر أن يوم القيامة هو يوم النفخ في الصور لبعث الأجساد من قبورها وأن ذلك يكون في يوم الجمعة
ذكر أن أول من تنشق عنه الأرض يوم القيامة رسول الله صلى الله عليه وسلم
ذكر بعث الناس حفاة عراة غرلا ، وذكر أول من يكسى يومئذ من الناس
ذكر شيء من أهوال يوم القيامة
ذكر الأحاديث والأثار الدالة على أهوال يوم القيامة
فصل إذا قام الناس من قبورهم وجدوا الأرض غير صفة الأرض التي كانوا فيها
ذكر طول يوم القيامة وما ورد في مقدارهذكر المقام المحمود الذي خص به رسول الله صلى الله عليه وسلم من بين سائر الأنبياء عليهم الصلاة والسلام
ذكر ما ورد في الحوض النبوي المحمديذكر أن لكل نبي حوضا وأن حوض نبينا محمد صلى الله عليه وسلم وعليهم أجمعين أعظمها وأجلها
فصل في مجيء الرب سبحانه وتعالى كما يشاء يوم القيامة لفصل القضاء بين خلقهذكر كلام الرب تعالى مع آدم عليه السلام
كلام الرب تعالى مع نوح عليه السلام وسؤاله إياه عن البلاغ
ذكر تشريف إبراهيم الخليل عليه السلام يوم القيامة على رءوس الأشهاد
ذكر موسى صلى الله عليه وسلم وظهور شرفه وجلالته وكرامته يوم القيامةذكر عيسى عليه الصلاة والسلام وكلام الرب معه يوم القيامة
ذكر ما ورد في كلام الرب سبحانه مع العلماء يوم فصل القضاءذكر أول كلامه عز وجل للمؤمنين
فصل في مخاطبة الله عز وجل لعبده الكافر يوم القيامة
فصل في إبراز النيران ، والجنان ، ونصب الميزان ، ومحاسبة الديان
ذكر إبداء عنق من النار إلى المحشر فيطلع على الناس
ذكر الميزان
بيان كون الميزان له كفتان حسيتان مشاهدتان
إنكار المعتزلة للميزان والرد عليهم
الحكم فيمن ثقلت حسناته على سيئاته بحسنة أو بحسناتذكر العرض على الله عز وجل يوم القيامة وتطاير الصحف ومحاسبة الرب عز وجل عباده
فصل أول ما يقضي الله تعالى بينهم من المخلوقات الحيوانات
فصل أول ما يقضي الله فيه الدماء
ذكر أول ما يقضى بين الناس فيه يوم القيامة ومن يناقش في الحساب ومن يسامح فيه
حديث فيه أن الله تعالى يصالح عن عبده الذي له به عناية من ظلمه بما يريه من قصور الجنة ونعيمها
فصل ما يدعى الناس يوم القيامة بآبائهم
فصل حال الناس عند أخذ الكتاب يوم القيامة
فصل ما يرجى من رحمة الله يوم القيامةذكر من يدخل الجنة من هذه الأمة بغير حساب
ذكر كيفية تفرق العباد عن موقف الحساب وما إليه أمرهم يصير ففريق في الجنة وفريق في السعير
فصل في ذكر الصراط غير ما ذكر آنفا من الأحاديث الصحيحة
فصل في ورود الناس جميعهم جهنمفصل في كيفية الحشر
فصل أول زمرة تلج الجنة صورهم على صورة القمر ليلة البدركتاب صفة النار وما فيها من العذاب الأليم
صفة الجنة وما فيها من النعيم المقيم الدائم على الأبد وهذه روابط في نفس الموضوع ادخلها وازداد نيما بقراءتها


صفة الجنة وأهلها
آيات في البحار والأنهار
سكر الأنهار(مقالة - موقع الشيخ فيصل بن عبدالعزيز آل مبارك)
دلائل الإعجاز في الأنهار (عرض تقديمي)(كتاب - موقع د. حسني حمدان الدسوقي حمامة)
منظومة النهر لمن برز على شاطئ النهر للسيوطي(مقالة - آفاق الشريعة)
الأنهار في القرآن(مقالة - موقع د. حسني حمدان الدسوقي حمامة)
البلاغة في آيات خلق الأنهار والبحار وجريان السفن(مقالة - آفاق الشريعة)
وتسيل الأنهار(مقالة - حضارة الكلمة)
أغرب الأنهار (قصة قصيرة)(مقالة - حضارة الكلمة)
المسلمون في كوسوفو ينظفون الأنهار(مقالة - المسلمون في العالم)
عقيدة أهل السنة والجماعة(مقالة - آفاق الشريعة)
"كيف حالك" في كلام الفصحاء(مقالة - حضارة الكلمة)
----------------
لماذا يدخل أهل الجنة الجنة أبناء ثلاث وثلاثين؟(استشارة - موقع الشيخ خالد بن عبدالمنعم الرفاعي)
مفاهيم ومصطلحات دراسة: ألفاظ الجنة في القرآن الكريم(مقالة - حضارة الكلمة)
في العقيدة للأطفال ( الجنة والنار )(مقالة - موقع عرب القرآن)
خلق الجنة(مقالة - آفاق الشريعة)
الجنة ( تعريفاتها وأنهارها )(مقالة - آفاق الشريعة)
خطبة المسجد النبوي 5/4/1434 هـ - الجنة ونعيمها(مقالة - آفاق الشريعة)
الجنة والنار مخلوقتان الآن(مقالة - آفاق الشريعة) 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق